حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,14 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 11356

محمد علي الزعبي يكتب: الصراع الأميركي – الإسرائيلي مع إيران بين الرسائل النارية والضربات المحتملة

محمد علي الزعبي يكتب: الصراع الأميركي – الإسرائيلي مع إيران بين الرسائل النارية والضربات المحتملة

محمد علي الزعبي يكتب: الصراع الأميركي – الإسرائيلي مع إيران بين الرسائل النارية والضربات المحتملة

12-06-2025 03:56 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد علي الزعبي
تمر المنطقة بواحدة من أخطر مراحلها منذ عقود، حيث تتقاطع المصالح الإقليمية والدولية وسط تصعيد متسارع في وتيرة التهديدات والضربات غير المعلنة، في مشهد يعيد رسم خرائط النفوذ والتحالفات. الصراع الذي ظل مستترًا في كثير من تفاصيله بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران ومحورها من جهة أخرى، بات اليوم أكثر وضوحًا وصراحة، مع تزايد احتمالات المواجهة العسكرية المحدودة أو الشاملة، وتوسع نطاق التصعيد ليشمل أكثر من ساحة، من مضيق هرمز إلى سوريا، فالعراق ولبنان، وصولًا إلى اليمن وحتى مياه البحر الأحمر.

التطورات الأخيرة تشير إلى أن واشنطن وتل أبيب تتحركان بخطى حثيثة نحو استراتيجية احتواء مزدوجة لإيران، عبر ضربات نوعية مركّزة تستهدف أذرعها العسكرية ومواقعها الاستراتيجية خارج الحدود، دون الذهاب حتى اللحظة إلى حرب شاملة مباشرة. فالضربات الجوية في سوريا، والاستهداف المتكرر لقادة الحرس الثوري وفصائل الحشد الشعبي في العراق، إضافة إلى الدعم المفتوح للهجمات على الحوثيين في اليمن، تشي بأن هناك قرارًا بتقليم أظافر إيران، وتحجيم نفوذها قبل أن تكرّس وقائع إقليمية جديدة في ظل انشغال العالم بحرب أوكرانيا والتوتر في آسيا.

في المقابل، تبدو طهران أكثر ثقة وتحديًا، وتعمل على توسيع خيارات الرد عبر حلفائها في المنطقة. حزب الله في لبنان يعزز من انتشاره الميداني على الحدود مع فلسطين المحتلة، ويبعث برسائل نارية عبر الطائرات المسيّرة والقصف الصاروخي المحدود. الحوثيون يواصلون ضرباتهم في البحر الأحمر رغم الضغوط الأميركية، في حين تشهد الساحة العراقية تصعيدًا متواترًا من الفصائل المرتبطة بإيران ضد المصالح الأميركية، ما يجعل من المنطقة مسرحًا مفتوحًا لصراع متعدد الجبهات، يُدار بنَفَس طويل لكن بخطورة متزايدة.

التخوف الأكبر يتمثل اليوم في نقطة التحوّل التي قد تؤدي إلى انفجار واسع، خصوصًا إذا ما نفذت إسرائيل أو الولايات المتحدة ضربة نوعية مباشرة داخل العمق الإيراني، سواء ضد منشآت نووية أو مواقع عسكرية حساسة. مثل هذه الضربة قد لا تمر مرور الكرام، وستدفع إيران للرد – ولو بشكل محسوب – ما يفتح الباب أمام تصعيد غير منضبط قد لا تُبقي فيه الأطراف السيطرة على الوتيرة.

التحليلات الأمنية تتقاطع عند تقدير أن الشهرين المقبلين سيكونان حاسمين، في ظل الانتخابات الأميركية المقبلة، وسعي حكومة نتنياهو للهروب من أزماتها الداخلية نحو افتعال إنجاز أمني في الخارج. أما إيران، التي تشهد تغيرات داخلية على مستوى القيادة بعد وفاة رئيسها إبراهيم رئيسي، فقد ترى في التصعيد فرصة لتوحيد الجبهة الداخلية وإعادة التأكيد على حضورها الإقليمي.

أما على مستوى الدول العربية، فتبدو الساحات المنقسمة بين محاور ومصالح، وسط تخوف عواصم القرار في الخليج وبلاد الشام من الانزلاق إلى مواجهة غير محسوبة، تؤثر على الاستقرار الاقتصادي والسياسي في دول الإقليم. الأردن ومصر ودول الخليج تتابع المشهد بقلق، وتسعى لتقليل الخسائر عبر الاتصالات والوساطات، إلا أن قدرة هذه الدول على التأثير في مسار المواجهة تبقى محدودة في ظل طبيعة الفاعلين الأساسيين في المعادلة.

المنطقة تقف اليوم على صفيح ساخن. قد لا تندلع الحرب الشاملة غدًا، لكن كل المؤشرات تقول إننا أمام مرحلة انتقالية تتسم بتغيّر قواعد الاشتباك، وتوسّع بيئة التوتر، وزيادة احتمالات المواجهة. وحده غياب العقل السياسي الجامع هو ما يحول دون تثبيت استقرار طويل الأمد، في منطقة اعتادت أن تنتقل من أزمة إلى أخرى دون أن تغادر مربع التهديد.











طباعة
  • المشاهدات: 11356
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-06-2025 03:56 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم