بقلم :

في الخامس والعشرين من أيار، يسطع فجر جديد على أرض الأردن، حاملاً معه عبق التاريخ ووهج الكرامة، ومذكّراً أبناء هذا الوطن بأن الحرية لم تكن هدية، بل إنجازاً عظيماً نُقش بالدم والكفاح والإرادة الصلبة .

عيد الاستقلال ليس مجرد ذكرى نحتفل بها، بل هو عهد متجدد مع الوطن، نستحضر فيه تضحيات الأجداد الذين أبوا إلا أن يُولد الأردن حراً عربياً شامخاً .
هو اللحظة التي وقف فيها الأردنيون صفاً واحداً، رجالاً ونساءً، شيوخاً وشباباً، ليعلنوا أن لا سيادة إلا لأبناء هذا التراب الطهور .

استقلال الأردن عام 1946 كان إعلاناً للعالم أن هذه البلاد، التي وُلدت من رحم المعاناة، قادرة على أن تنهض وتشق طريقها بثبات بين الأمم .
فمنذ ذاك اليوم المجيد، خطّ الأردن مسيرته بخطى واثقة، متسلّحاً بقيادته الهاشمية الرشيدة، وجيشه العربي الباسل، وشعبه الوفي الصامد في وجه كل التحديات .

وفي هذا اليوم المبارك، لا نحتفل فقط بالاستقلال السياسي، بل نحتفي أيضاً باستقلال الإرادة، وبالمنجزات التي سطّرها الأردنيون في شتى الميادين، من التعليم إلى الصحة، ومن الأمن إلى التنمية، من بناء الإنسان إلى حماية الوطن .

عيد الاستقلال هو وقت للتأمل والفخر، لكنه أيضاً وقت للعمل والبناء؛ فالوطن لا يكبر إلا بأيدي أبنائه، ولا يزدهر إلا بعقولهم وولائهم، ولنا في شهدائنا الأبرار وقادتنا الحكماء أعظم الأمثلة على الوفاء والتضحية والعطاء .

في عيدك يا أردن، نجدد العهد بأن نظل الأوفياء لرايتك، الحاملين لهمّك، السائرين على درب عزّك، نُقبّل ترابك ونعاهدك أن نظل على العهد، أوفياء لرسالتك، مخلصين لأمانتك، عاملين لأجلك بكل ما نملك .

كل عام والأردن حُرٌ أبي، شامخٌ كجباله، عزيزٌ كأهله، خالدٌ في وجداننا كالحلم الجميل .

#حمى_الله_الاردن_ارضا_وشعبا_وقيادة
#روشان_الكايد
#محامي_كاتب_وباحث_سياسي