حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,24 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 8462

نضال انور المجالي يكتب: هل صدق النواب الوعد؟ قراءة نقدية لأداء الدورة العادية

نضال انور المجالي يكتب: هل صدق النواب الوعد؟ قراءة نقدية لأداء الدورة العادية

 نضال انور المجالي يكتب: هل صدق النواب الوعد؟ قراءة نقدية لأداء الدورة العادية

22-05-2025 04:15 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : نضال أنور المجالي
مع انفضاض الدورة العادية لمجلس النواب، يرتفع صوت التساؤل الحاسم: هل كان هذا المجلس على قدر آمال شعبٍ يتطلع إلى التغيير والإصلاح؟ وهل استطاع أن يترجم تلك التطلعات إلى واقع ملموس؟ الإجابة، وبكل صراحة، تستدعي وقفة نقدية جادة.
صحيح أن سجلات المجلس قد وثقت تمرير عدد من التشريعات، وشهدت قاعاته نقاشات ربما بدت للبعض حيوية. لكن، دعونا نتجاوز الأرقام والإحصائيات لنلامس جوهر المسألة: أين يقع المواطن الأردني العادي من هذه الإنجازات المزعومة؟ وأي أثر حقيقي طال حياته اليومية؟
إن طموحات الشعب لم تكن يومًا مجرد قوانين تُسن في غرف مغلقة. لقد كانت ولا تزال حلمًا بمستقبل أفضل، قوامُه العدالة الناجزة، والاقتصاد المزدهر، والفرص المتكافئة، والمؤسسات النزيهة. فهل لامس أداء المجلس هذه الجوانب الجوهرية؟ هل رأينا تحركات جذرية في ملف مكافحة الفساد الذي ينخر في جسد الوطن؟ هل شعر المواطن بتحسن ملموس في مستوى معيشته الذي بات يئن تحت وطأة الأعباء؟
إن الخطاب الشعبوي والتصريحات الوردية لا يمكن أن تحجب حقيقة أن ثقة المواطن بالمؤسسة التشريعية لا تزال في أدنى مستوياتها. والسبب واضح: فجوة واسعة بين الوعود والأفعال، وبين الخطابات الرنانة والنتائج الملموسة. لقد آن الأوان لمصارحة الذات، والاعتراف بأن العمل البرلماني يحتاج إلى نقلة نوعية تتجاوز تسيير الأعمال الروتينية إلى تبني رؤية إصلاحية حقيقية وشجاعة.
إن الشعب ينتظر من ممثليه أن يكونوا صوتًا قويًا يعبر عن آلامه وآماله، وأن يمارسوا دورهم الرقابي بكل جرأة ومسؤولية، وأن يسائلوا الحكومة عن تقصيرها بجدية لا تعرف المجاملة. أما الاكتفاء بدور "المُصادِق" على قرارات جاهزة، أو الانشغال بتفاصيل هامشية بعيدًا عن قضايا الوطن الكبرى، فهو خذلان للأمانة التي حُمّلوا بها.
إن تقييم أداء مجلس النواب بعد دورته العادية يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار. فالمرحلة القادمة تتطلب وعيًا أعمق بحجم التحديات، وإرادة سياسية صلبة لمواجهتها، وشراكة حقيقية مع المواطن الذي هو مصدر السلطات وغاية كل جهد.
في الختام، نقول بوضوح: لم يتحقق بعد الطموح الشعبي المنشود في هذا المجلس. ولا يزال الطريق طويلًا وشاقًا نحو برلمان حقيقي يعكس إرادة الشعب ويحقق تطلعاته. الكرة الآن في ملعب المجلس القادم، وعليه أن يدرك أن الحكم سيكون قاسيًا إذا استمرت الفجوة بين الوعود والإنجازات على حالها.
حفظ الله الاردن والهاشمين
الكاتب. المتقاعد العسكري نضال انور المجالي











طباعة
  • المشاهدات: 8462
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
22-05-2025 04:15 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم