بقلم :

آلاء مشرف العمري - لأيِ مكانٍ نسير، لأيِ مكان، نرى في الطرقات اولئكَ الذينَ يسعونَ إلى جعلِ الأوطانِ طاهرةً نقيةً من ما يدنسُ أراضيها من أوساخ، لربما نمرُ بجانبِ مدرسةٍ غايةُ الكثيرِ من المنتسبينَ إليها من معلمين إنشاءُ جيلٍ واعد من بُناة المستقبل، نمرُ من طريقٍ عاديّ؛ نرى فيهِ بيتٌ جاذبٌ للأنظار بحجرهِ و معدنه و شدة قوته و ثباته، بتصميمه الملفت، يصيبنا الإعجاب ثُمَّ نمضي في طريقنا، نتوقفُ فجأةً للحديثِ بالهاتفِ ربما فما نجدُ على طولِ أنظارنا إلا أرضًا قد غُرِسَ فيها الكثيرُ من الأشجارِ المثمرة بأشكالها المتنوعة، أمامَ هذهِ الأرض مستشفًى اغلبُ من فيهِ يكابدُ العناء، سواءً من طبيبٍ أو عليل، من بينهم أمٌ تقنعُ طفلها إن يسمحَ للطبيب بإعطائه حقنةٌ في وريده الصغير. ندخلُ خطأً في أزماتِ و ضجةِ المركبات يتوسطها رجلٌ لا تكادُ يداهُ تهدأ..، نعرفُ الكثيرَ عن جيشٍ يحتضنُ وطنهُ في عُمقِ فؤاده..
لابدَ أنَّ من يقرأُ هذا يظنُ بأنَّ فيهِ شيءٌ من المبالغةِ و المجاملة، لكننا لو نظرنا للواقع دونَ وجودِ من ذكرتُ أفعالهم النبيلة في هذا النص؛ سنمرُ بطُرقٍ تعرقلُ سيرنا تلكَ النفايات التي قامَ برميها أشخاصٌ غير منتمين، نتأملُ جيلٍ أغلبهُ لا يعاهدُنا على بناءِ مستقبلٍ مُزهر، نمرُ ببيوتٍ غيرِ اعتيادية بتعليلِ سوءِ بناءها و تصميمها المُرهق، نجدُ كُثرٌ من يتهافتونَ لسؤالِهم عن الثمارِ الموسمية و مكانِ تواجدها، نرى من يرهقهُ الداء دونَ دواء، و حتى تلكَ الأم التي تقنعُ ابنها بعلاجه تعتبرُ عاملةً على تربيةِ جيلٍ قادم رفقةَ مساعدةِ والده، نسمعُ عن حوادثِ السير التي يكونُ ضحاياها اشخاصٌ قد بنوا أحلامهم لمستقبلٍ ظنوا أنهم سيتواجدونَ فيه، نكونُ دونَ جيشٍ يدافعُ عن الوطنِ و قضاياه؛ لكانت اوطانُنا ما هيَ إلا محضُ مكانٍ يدنسهُ الفاسدين..!
و لو توجهَ الجميعُ لمهنةٍ واحدة لترعرعنا في مجتمعٍ متقهقر يفتقرُ إلى الدهاء..!
و هناكَ الكثيرُ من الأعمالِ التي لم أتطرق لذكرها، و لكنّنا لا ننكرُ بأنها تعودُ بالنفعِ الكبيرِ علينا كبشر..

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا