16-05-2024 08:10 AM
سرايا - كتب زكريا النوايسه -لن يستغرب أردني، إن قلت أن معان تحرس زوارها، فالداخل إليها آمن، وبكل تأكيد لن يجوع فيها، فهي مدينة تحتض زائرها بود، ولا يفلت من كرم أهلها (مرار) الطريق.
المعاني بطبعه يندفع للجود دون حسابات، ويقدم المستطاع وما فوقه، لمن تتقطع بهم السبل، وسبيل معان الرمضاني يعلمه القاصي والداني، وأصبح مأثرة يحتذى بها، وتشف عن معدن أصيل يعرف به أهل هذه المدينة الطيبة.
اليوم كان الترتيب أن نلتقي مع حافلتنا القادمة من عمان بعد الظهر بقليل لتقلنا إلى الديار المقدسة، ولكن حصل عطل لها على سطح معان على بعد 4 كم من الاستراحة التي ننتظر فيها، وكان يقف معنا أحد شباب معان، وعندما علم بالخبر، انسحب دون أن يعلمنا، وقام بنقل الركاب من الباص المتعطل إلى استراحتنا، وفي كل دفعة كانت تسبقه ابتسامته، وعندما هم أحدهم لسؤاله عن الأجرة، رد عليه بمحبة: أنت في معان، مع ابتسامة طيبة غير مصطنعة.
ولأن عطل الباص اضطرنا أن نمكث لما بعد المغرب في محطة واستراحة بلال أبو هلالة، وما أن أنهينا صلاتنا كان يقف على باب المسجد شابان يغار منهما الورد، ويدعواننا بحرارة لتناول وجبة العشاء .. ربما تفاجأ بعض رفقتنا، ولكنني لم أستغرب هذه الخلق النبيل، وقلت لبعضهم: لا تسأل المعاني عن جود وكرم يديه، لأن هذا يرضعه مع حليب أمه.
معان يا وردة الصحراء الجميلة، في كل مرة أزورك، أشعر أن من واجب المحبة أن أدخل إليك، حتى وإن لم يكن لي حاجة فيك .. معان، مدينة الكرم، تعلن في كل صباح أنها كبيرة، وكبيرة جدا في جود أبنائها، وصنيع أياديهم البيضاء.
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا