10-01-2023 08:53 AM
بقلم : ناديا هاشم العالول
كل عام وانتم بخير نكتب على هامش العام الجديد موضوعا سيب بمسار الاصلاح
لا شك ان موضوع الاصلاح كان وما زال يتصدر العناوين على الصعد كافة من اجل تحقيق التنمية المستدامة وقد كتب فيه الكثير وقيل الأكثر..ولكن ما دعاني للخوض بصيغ ثانية هو استهانة المواطنين بموضوع الأوبئة ومخاطيرها..
يستهينون بإصرارهم على عرض محبتهم وتقديرهم للآخرين عند السلام عبر المصافحة بالأيدي ثم التعبيط والتقبيل.. وهكذا ومن يشذ عن القاعدة وبخاصة بفصل الشتاء المفعم بالفيروسات يتهم بالتكبر وشوفة الحال بغض النظر عن تحذيره للآخرين من خطر الرشح والأنفلونزا وانه ما زال يعاني منهما ولا يريد نقل العدوى لغيره..
ونحن نحيي مثل هذا السلوك الايجابي الواعي الوقائي المؤمن بدرهم وقاية خيرمن قنطار علاج..والمطبق له.. فيضمونه مقبلين غصبا عنه بقولهم (توكل على الله ودعك من الوسواس الخناس)!
اي وهم هذا الذي يتشبث به البعض؟ فالمطلوب ان نعقل قبل ان نتوكل !
وعندما تنتشر الانفلونزا تنتشر الشكاوى من إهمال المسؤولين.. علما باننا كلنا مسؤولين كمواطنين عن نشر العدوى او التخفيف منها.. لدرجة ان وزير الصحة نفسه ينصح بعدم التقبيل وحتى المصافحة.. وماذا ننتظر حتى نطبق هكذا نصيحة هل نحتاج الى فتوى دينية تصدرها دائرة الافتاء (شرطة انفلونزية) تلاحق كل من يخالف هذا التحذير
فإن اردنا الاصلاح والتخفيف من تكاثر العدوى فلنبدأ بالنفس اولا.. وهذه هي اولى خطوات استراتيجية الاصلاح على الصعد كافة لتحقيق التنمية السياسية والاجتماعية والصحية والبيئية والاقتصادية والثقافية.. الخ
فموضوع التنمية المستدامة كافة الأجندات الوطنية الساعية إلى تحقيق الأفضل عبر الإصلاح
ترى هل الأوهام قادرة على صناعة الإصلاح؟
كلا..فالاصلاح يرتكز على الحقيقة.. ويمتلك بصيرة قادرة على التمييز بين المعايير العلمية المنطقية المندرجة تحت مظلة » الاستشراف ».. وبين كل ما هو عكسها.. والاستشراف هو ما ينقصنا في عالمنا النامي العربي.. يعني استشراف المستقبل والتنبؤ به.. وله أصوله وأسسه المنطقية العلمية، ثم يتبعها الخطط الإستراتيجية الملائمة.. وللأسف فإن التخطيط المستقبلي الذي يعتمده البعض هو تخطيط «الفزعات» المبنية على الأوهام خالطين دوما بين الحقيقة والخيال المريض !..
فالتنبؤ بالغيب وما يتبع من حلقات الوهم المفتقرة للعلم والمنطق هي فكرة جاهلية لا تقوم على أساس ديني وعلمي ، حيث جاء الإسلام ليحرر الناس من الأوهام والأباطيل في أي صورة كانت..
ومن أجل هذا شن الإسلام حملة واسعة على ما أشاعته الجاهلية من خرافات وأوهام مثل: السحر والكهانة والعرافة والتنجيم، وادعاء معرفة الغيب المستور من خلال الاتصال بالجن، أو الخط في الرمل، أو غير ذلك من اباطيل سواء صحيح أن الاستشراف هو نوع من التنبؤات التي تصدر عن مراكز دراسات متخصصة بالمستقبل معتمدة في عملها على منهجية علمية منطقية يعتمدها المتخصصون في دور دراسات المستقبل العالمية، كأحد مناهج العمل الناجح والأداء الفعّال الناجم عن حب المعرفة، دون خلطه بمحاولة استشراف علم الغيب..فهذا علمه عند الله وحده، إنما نحن معنيون ب » إدارة المستقبل » بالموقف الإيجابي الذي تتخذه الإدارة من قراءة احتمالات الربح والخسارة..))))
فعلم» المستقبليات » أو «الدراسات المستقبلية» و » إدارة المستقبل »..هو علم يختص بـ «المحتمَل» و"الممكِن» و"المفضَّل» من المستقبل، بجانب الأشياء ذات الاحتماليات القليلة لكن ذات التأثيرات الكبيرة التي يمكن أن تصاحب حدوثها.. حتى مع الأحداث المتوقعة ذات الاحتماليات العالية إلا إنه دائما ما تتواجد احتمالية ال «لا يقين» (Uncertainty) ، ولا يجب أن يستهان بها.. لذلك فإن المفتاح الأساسي لاستشراف المستقبل هو تحديد وتقليص عنصر ال «لا يقين» لأنه يمثل مخاطرة علمية..
وعلى ما يبدو ان امة العرب والمسلمين تزداد شغفا بزيادة عنصر ال » لايقين » في كل توليفاتها الحياتية والسلوكية والعملية مما انقلب علينا وبالا مرئيا !وها نحن نصرخ من اعماق قلوبنا وبملئ أفواهنا أنْ : كفانا أوهام.. وفزعات.. وعشوائيات..
فكلها فرّخت المزيد من النكبات.. والنزوح.. واللجوء.. والخسائر..!
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-01-2023 08:53 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |