27-12-2022 08:44 AM
بقلم : ناديا هاشم العالول
قصدت في الآونة الأخيرة الابتعاد بمقالاتي عما يدور على ارض الواقع محليا او عالميا لأضيف نكهة الى لغط الحوار الملازم لواقعنا.. ويبدو ان النجاح حالف هذا التوجه علما بان القصد من وراء هذا التوجه ليس لزيادة اعداد اللايكات او اعداد القراء وانما من باب التغيير ليس اكثر.
ولكن ما حفزني هذه المرة للعودة الى درب الواقع هو الوقوف على بوابة عام جديد ناهيك عن الصدمة التي احدثتها تفاصيل تدور حول قتل فتاة لثلاثة من اسرتها في اربد مؤخراوهي من مواليد 2006 حيث اطلقت عيارات نارية من سلاح ناري بومبكشن على افراد اسرتها اذ نتج عن الحادثة ثلاث وفيات واصابتان وجميعهم من افراد الأسرة وذلك في بلدة زحر غربي محافظة اربد حيث ألقت الأجهزة الأمنية عليها وضبط السلاح الناري المستخدم «بومبكشن"وبوشر التحقيق معها.
وبغض النظر عن الأسباب المؤدية لذلك وبغض النظر عن القاتل والمقتول والجانية والمجني عليهم فالحادثة صادمة فعلا تجعلنا نلقي النظر على التطورات الغريبة العجيبة التي تقتحم واقعنا عنوة..
متحسرين على زمن مضى عندما كانت الأخلاق ارقى.. والناس يتسابقون صعودا على سلم مبادئها صعودا للأعلى، فكانت الحياة احلى بكل مضمون ومعنى.. ومن اجل ذلك اطلقوا على تسلسل ثوانيها ودقائقها وساعاتها وايامها ب «الزمن الجميل»..
حيث الهواء انقى؟, والسماء اكثر زرقة.. والمياه اصفى..
كانت النفوس اكثر نقاء وصفاء يرفضون البشر حينها تعكيرها وتلويثها.. عبر تجنب الاختلاط او التعامل مع اي نفس مكدرة، فكان الكذّاب معروف بكذبه، والمنافق بنفاقه، والفسّيد معروف بتخريب العلاقات بين الأحباب والأصحاب.
حتى اننا نذكر بصغرنا كيف كان المشهورين بكذبهم معروفين بين الملأ.. لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة بالبلدة..
فالفاسد معروف بفساده يتجنبه الكثيرون لا يتعاملون معه خوفا ان تخدش سمعتهم..وهكذا
فالتربية بمصادرها المتعددة من اسرية ومدرسية متعددة كانت مكثفة
وللأسف تضاعفت الآن مسؤوليات المدرسة مع تراجع دور الأسرة التربوي، فتحوّلت المسؤولية بالكامل نحو المدرسة لتعويض غياب الأسرة، بعد أن كانت تتقاسم الدور التربوي مع الأسرة. ولكن هل هذا يكفي؟ فماذا يمكن أن يحدث إن أهملت المدرسة دورها التربوي على حساب المهمة التعليمية؟
علمًا بأن العامل الوراثي يلعب دورا كبيرا بتحديد السلوك إضافة إلى التربية الأسرية والمدرسية والثقافية والإعلامية والقانونية.. علماً بأن التربية الأسرية هي المربي الأول لكونها تخرّج ابناء وبنات الوطن وحُماته وفق تربية صالحة تحترم الآخر من انسان وحيوان وجماد وقانون.. فمن احضان الأسرة ينطلق المشرّعون والمسؤولون والمديرون والسياسيون..الخ.
ولتحفيز السلوك الديمقراطي فلنحْتفِ بمطبّقيه كنماذج حية للثقافة الديمقراطية يُحتذى بها، عاملين بالوقت نفسه على تأهيل المخالفين اللامبالين.. فان أردنا تخفيف كمية العنف والعودة للزمن الجميل طبعا يكون بداية باتقان فن الحوار اولا..بالبيت والمدرسة والعمل..الخ.
إضافة الى توفير بنية تحتية ملائمة من ثقافة وقوانين تنصف المرأة التي هي نصف المجتمع إن لم تكن المجتمع كله، ليس لأنها تشكل النصف الآخر من المجتمع بل لما تتركه من أثر إيجابي أو سلبي على افراد اسرتها وبخاصة من الجيل الصاعد، وبالتالي على مجتمعها بأسره.
مما يعني أن التركيز يزداد على المرأة لتكون شريكا فاعلا مؤثرا على الصعد كافة.. سواء بالإقتصاد أو بالحوار أو بالسلام أو باجتثاث ثقافة العنف فما احوجنا إلى تجويد التعليم على الصعد كافة..
مما يعني أنها الآن مطالبة الآن وأكثر من أي وقت آخر بأن تثبت وجودها ليس من أجل لون عينيها وإنما لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وقبل فوات الأوان..
.hashem.nadia@gmail
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-12-2022 08:44 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |