15-11-2022 08:56 AM
بقلم : ناديا هاشم العالول
محطة بعيدة عن السياسة
وأقرب الى الواقع: حالفها الحظ وفازت بليلة مجانية لشخصين في العقبة في أحد فنادقها الفخمة، وعندما أوشك العرض على الانتهاء سارعت بحزم الأمتعة بناء على رغبة زوجها وحماسه.
أضافت قائلة: الرجال تماما كالأطفال يفرحون لأصغر الأشياء.. لأنهم لا ينظرون إلى تفاصيل الأمور فالرجل رؤيته قصيرة المدى.. وخبرته بالحياة تقتصر فقط على مجال عمله.. بعكس الزوجة التي تملك من الرؤية البعيدة والتفاصيل مما يجعلها تستشف النتائج قبل حصولها، ولهذا تحاول توجيه مركب الحياة من خلال بوصلتها المعتمدة على رؤيتها البعيدة واحساسها بالأشياء.. إلا أن قبضة الرجل ما فتئت تتشبث بعجلة السفينة وتقودها لمسارات تكثر فيها الجنادل بمطباتها الصاعدة والهابطة مما يجعل ركاب السفينة يعانون على ظهر هذه السفينة غير المستقرة.
قاطعتُها بقولي: ولكن من المفروض أن يعتمد الزواج الصحيح على التفاهم المتبادل، حيث يشترك الزوجان بالرأي ليصلا بسفينتهما لبر الأمان!
قالت: اسمعيني للنهاية لتحكمي، بعد ان شددنا الرحال للعقبة إختار زوجي الدرب الموازي للبحر الميت فهو برأيه أكثر جمالا ومسليا أكثر من الطريق الصحراوي.. وفعلا معه حق فمنظر الجبال الوردية المرصودة بين البحر والسماء جذّابة وساحرة للغاية!
وتابعَتْ قائلة: وما كدت اشعر بالراحة تتسلل إلي بعيدا عن مطالب الحياة اليومية والعملية حتى تنبهت على سرعة السيارة العالية فحذرته ناصحة إياه بتخفيفها، فأهمل ملاحظتها قائلا: أعرف ماذا أنا بفاعل.. فعداد السرعة لم يصل للثمانين بعد!
أردفَتْ: وما هي إلا دقائق حتى ظهر لنا رقيب السير وحرّر لزوجي مخالفة لتجاوزه السرعة، فطرق الأغوار الجنوبية الريفية مكتظة جوانبها بالقرى الصغيرة التي تحتم على السائقين تخفيض السرعة وفق قانون السير، وتصوري وقَع مرة ثانية في مطب سرعة آخر حينما حرر رقيب سير آخر مخالفة ثانية.. وفي المرة الثالثة.. نعم حدثت مرة ثالثة أوشكوا على مصادرة الرخص.
وأخيرا وبعد نقاش مطوّل حُسِم الأمر لصالحنا.. تصوري ليلة مجانية بالعقبة ودفعنا «مخالفات» أكثر منها.. ووصلنا اخيرا وطلبنا غداء من السلطات، فطلبت طبقي البسيط والمفضل، أما سلطته التي طلبها فيتخللها اللحم المقدد البارد، وأنا لا أحب هذا النوع من الأطباق ولكنه عرض علي تذوقها وأصر فتذوقتها، والنتيجة أنني احسست بعدها بتعب شديد نتيجة حساسية هضمية تحدث لي كلما أكلت لحما غير طازج، ورحت في سبات عميق لم استطع الاستيقاظ منه برغم محاولات زوجي لايقاظي، وظللت نائمة لا أستطيع فتح عينيّ حتى الصباح التالي عندما ذهب أثر التسمم ?لغذائي..
فكانت الرحلة المجانية للعقبة مخالفات وتسمم ونوم حتى الخبَل.. ما رأيك؟
بدت تجربة هذين الزوجين مؤسفة ومضحكة في نفس الوقت للسامعين وكما هو معروف «اللي إيديه بالميّ، مش زي اللي إيديه بالنار»!
ورأيي المختصَر المتواضع يتمحور حول أهمية الاستماع للرأي الآخر، فالمشكلة أن كلام المرأة يعتبره الرجل «نَقْ»، فهي ان تكلمت وأعادت وزادت في كلامها فهي «نقّاقة »، وأن صمتت عن الكلام المباح فهي أيضا ملومة لأنها لم تأخذ زمام المبادرة محذِّرة الرجل منبهة إياه.. يعني غلطانة في الحالتين!
فيا إخوان الشطارة أن يعرف الرجل متى يقبل برأي المرأة ومتى يرفضه، فالرأي الصائب نعمة لا تُقدر بمال والزواج يعني شراكة في كل شيء.. بما فيها الرأي! أم أنا غلطانة؟
hashem.nadia@gmail.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-11-2022 08:56 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |