20-10-2022 10:40 AM
بقلم : منتصر السليمان
العشائر الأردنيّة برمّتها لها عاداتها وتقاليدها وهي إحدى المكونات الرّئيسيّة للمجتمع الأردنيّ ، لها هويّتها وصفاتها المحافظة على العروبة والدّين ، تتجه العشائر داخل المجتمع الأردنيّ لحل مشكلاتها من خلال الصُّلح والتّطايب ، والتّقبّل والعفو عند المقدرة ، من خلال حلّ مشكلاتها بنفسها عند طريق القضاء العشائري المتعارف عليه أو القضاء والمحاكم داخل الدّولة .
الجّلوة العشائريّة قضيّة قديمة متجدّدة ، رغم الوثائق الرّسميّة والجّهود المبذولة لتخفيف الأعباء على تبعات الجّلوات العشائريّة ، بقضايا مختلفة ، مثل القتل والشًرف والذّم والقدح …
كثيراً ما نسمع عن هذا العُرف القديم الذي وجد للتصدّي لفورة الدّم ، وينادي بترحيل القاتل وخمسته ، وأحياناً يصل إلى الجّد السّابع ، وبتغليظ من العقوبات وإثقال الحمل ماديّاً ومعنويّاً ، مما يحني ظهر كاهل عشرات البيوت وأحياناً عشيرة بأكملها .
عدداً من المسؤولين تابعوا وثيقة ضبط الجّلوات ، لتشمل القاتل وأب القاتل وإخوته ، من الذّكور ، بعيداً عن توريط آخرين لا علاقة لهم بالقضيّة ، وزارة الدّاخليّة أولت إهتمامها لمنع أي تجاوزات قد تحدث بحق هذه الوثّيقة ، ولكن ثمّة تجاوزات بصبغتها القديمة والدّخيلة تؤكّد حيادها عن فهم الأمر ، وتستمر بالتطاول على خلط أوراق المجتمع والعبث بهِ .
قوانين ناظمة ، ومحاكم ، وقضاء ، ووثائق لضبط الجّلوة العشائريّة ، وأكثر من محاولة لفهم ما آلت إليه الأمور ، وتتفاجئ اليوم أن أحد الشّباب يشكو من ظلم الجّلوة وعن رحيله من مناطق الجّنوب لشمال المملكة الأردنيّة ليسكن إحدى القرى ، والسّبب جلوة عشائريّة بعد قيام عمّه بقتل آخر ، يقول " تشرّدنا " إلى الشّمال والوسط ومناطق الجّنوب ، ولا يملك في جيبه سوى " ثمانية" دنانير ومعه زوجته وعمّته المصابة بشلل دماغي ، يحمل بالمبلغ بعض المنظّفات لبيته الذي لا يوجد فيه فرشة واحدة ، بعد الإطلاع !
ومثل ذلك يحصل مراراً وتكراراً بسبب الجّور المترتّب على أقارب الجّاني من خارج أهل بيته ، وصولاً إلى إلحاق الضّرر بمن يستقبل الأشخاص التي وقعت عليهم الجّلوة . الحياة داخل الوطن تغيّرت ، وظروف النّاس معقّدة ، وعلاقات النّاس ببعضها خفّت وتيرتها الإجتماعيّة ، وإلتزامات عديدة يجبر عليها النّاس بسبب الفقر ، وتبعات " الجّلوة " واحدة ، ومصيرها التّشرّد وشلع الجذور والأصول ..!
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-10-2022 10:40 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |