حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,5 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2354

سلّم السّعادة العالمي

سلّم السّعادة العالمي

سلّم السّعادة العالمي

11-10-2022 08:39 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ناديا هاشم العالول
بينما كنت اقلّب مذياع السيارة محاولة الابتعاد عن كل الأنباء غير السارة المنهمرة من المحطات الاذاعية المختلفةمن حروب دائرة واخرى قادمة وغرقى وجرحى.. الخ في كل انحاء العالم

تناهى الى سمعي صوت مذيع هادئ النبرات بحديثه المتمحور حول.. السعادة..

فقلتُ اخيرا وجدتُها..!

وانتقل تفكيري من الكوارث والفظائع والكوليرا والكلاب الضالة والنمل الأبيض وكورونا وما ادراك ما كورونا وتمسمرت في واحة خضراء تعزف لحن السعادة..

وشردت بذهني.. لطالما تساءلنا عن مصدر السعادة متقلبين بين ينابيعها لوضع اليد على مفاتيحها.. باحثين عنها بين ثنايا المال.. ولمسات الجمال.. وانتصارات النجاح.. وبغض النظر عن الآراء المتضاربة، فالسعادة ليست بما تملكه من مال أو جاه او مركز.. ولكن السعادة بما تفكر.. وكيف تفكّر..

علماً بأن السعادة تجد خير مستقر لها في القلوب «الراضية»..

ولكن بشرط وجود بنية تحتية من السعادة ترفد بمخزونها الأفراد والجماعات.. فهل بإمكان احدنا الشعور بالسعادة،وكل ما حوله يفتقر لها؟ نشك بذلك!

فلو تتبعنا منابع السعادة الأصيلة غير المصطنَعة بعفويتها وتلقائيتها والتي نهلنا من طيب مذاقها دونما انقطاع، بانسيابها الذي غمر الجميع لوجدنا بأن لحظات السعادة الحقيقية النابعة من الأعماق ترتد معظمها الى أيام الطفولة البريئة حيث العفوية والتلقائية والخلو من المسؤوليات بأنواعها المختلفة، مما يجعل الاحساس بالسعادة عند الأطفال اكبر وأعمق وأطول..

حيث برهنت احصائيات الدراسات المتخصصة في هذا المجال على أن معدل الضحك اليومي عند الأطفال يصل الى 400 ضحكة باليوم الواحد في حين أن الكبار بالسن يضحكون بمعدل15 مرة فقط باليوم الواحد، وطبعا قد يتراجع هذا الرقم وفق طبيعة الانسان وميله للنكتة ونوعية حياته المعاشة،من حيث سهولتها أو صعوبتها في ظل ازدحام العمل وتدافع المسؤوليات..اضافة الى الهم العام الذي بات هاجسا يؤرق النفس ويطيح بهدوء البال بسبب الأحداث الدامية المتكالبة تعقيداتها غامرة بسلبياتها منطقتنا العربية بل العالم بأسره، فنجحت بوأد الضحكة قبل الأوان..

ومع ذلك ترانا نصرّ على التعامل مع النصف الممتلئ من الكأس دون إعارة الجزء الفارغ أي انتباه.. نُصرّ فلعل وعسى!

وأما بالنسبة للعلماء فلهم رأيهم في هذا المجال حيث تشير الاختبارات العلمية والنفسية الى ان هنالك الجينات المسؤولة عن الفرح والسعادة والمتواجدة في الجهة اليسرى من الدماغ، فمقدار نشاطها هو الذي يطلق «الأندروفين» المسؤول عن السعادة، ولا علاقة له بتوفر عوامل النجاح والثراء والجمال وغيرها، ولهذا فان نسبة كبيرة ممن تتوفر لديهم مجموعة العوامل البيئية المناسبة للسعادة قد يفشلون في الوصول للسعادة المنشودة بسبب ضعف ملحوظ في نشاط «اندروفينات» أدمغتهم، فتراهم يحتاجون الى وقت أطول ومجهود أكبر كي تتحرك عندهم بوادر السعادة والتبسّم ليظل النكد والعبوس عندهم بمثابة القاسم المشترك الأعظم!!

فبين تأملاتي من جهة والاستماع للحديث من جهة اخرى دخل على الخط مستمع بمداخلة قال: نحن لا نحب النكد ولكن كل ما نصبو له تراه يتعرقل بسبب غياب الحوار والاستماع واحترام الرأي الآخر..

يشاوروننا.. ثم يفعلون العكس تماما..

قاطعه المذيع ماذا تقصد ومن هم؟

قال: أترُكُها مفتوحة لكم.. انظروا حولكم.. سواء بالأسرة او المجتمع او العمل..

وتابع متسائلا هل تعلم كيف احتلّت الدول الإسكندنافية المراكز الأولى في قائمة الدول الأكثر سعادة في العالم، من اصل 156 دولة؟

فبتقرير أصدرته «شبكة حلول التنمية المستدامة» التابعة للأمم المتحدة، أنّ فنلندا هي أسعد بلد في العالم، أمّا النرويج التي كانت في المركز الأول فتراجعت إلى المركز الثاني...

ويصنّف التقرير، الذي صدر قبل أيام من يوم السعادة العالمي الذي يصادف في 20 آذار،يصنفه هذه البلدان انطلاقاً من(ستة معايير رئيسية منها: حصة الفرد من الناتج المحلي.. والحرية.. ومتوسط العمر المتوقع.. والدعم الاجتماعي... والكرم).

يُذكر أن أربعة من الدول العشر الأوائل، وهي الدنمارك وسويسرا والنروج وفنلندا، تحتلّ المراكز الأولى في جميع تصنيفات تقارير السعادة العالمية الستة، منذ التقرير الأول

فاين نحن من هذا كله؟

صحيح أن الإمارات هي الأسعد عربيا وتأتي رقم 20 عالمياً من اصل 156 دولة،

ولكن ما زال امامنا الكثير لنبدأ بتسلّق سلّم السعادة العالمي..

hashem.nadia@gmail








طباعة
  • المشاهدات: 2354
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-10-2022 08:39 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم