17-09-2022 12:39 PM
بقلم : منتصر السليمان
العشريني من عمره ، يعمل في جهاز الدفاع المدني الأردني ، أبو خليل الذي ترددت صورته على مواقع التواصل الاجتماعي ، والمحطات الإخبارية الوطنية ، كخبر عاجل ، في كل ساعة تراه ، ملامحه السمراء المعجونة بالبساطة ، يتابع عن كثب تفاصيل الركام ، هنالك في العمارة المنهدمة _اللويبدة ، أصدقاء أبو خليل فخورين به جدّاً ، وركبوا مقاطع الأغاني الوطنيّة على صورته ، وأرفقوها بخانة الحالات ، أبو خليل بطلاً حقيقياً ورجل مواقف ، ذراعه بين الركام ، يتحسس أي نبض هنا أو هناك ، ويقلب الحجارة ، يبحث عن وطن يحبه ، ويخافه ، ويرتجف عليه ، هو وزملاؤه صادقين ووفين كثيراً ، رغم رواتبهم المتدنيّة ، التي لا تكفي لأثمان الأجور والمواصلات ومصاريف الأطفال ، فما يخفّف الألم ، أن الحكومة تتابع أبو خليل من أبراج مراقبتها من على الشّرفة ، مواقعهم التي تطل على الخراب ، وصور إعلامهم التي غالطتهم بدلاً من أن تسجّل حضورهم أبعدتهم كثيراً ، فأعطتهم قيمة لا تذكر ، بل ليس لها أي قيمة للكارثة ، فمثلها إطلالات جزر وأبحار ، لا دماء وكوارث .
أبو خليل ورفاقه جميعاً من الأجهزة الأمنيّة ، برواتهم التي تتعدى ٤٠٠ دينار أردنيّ ، يسجلون حضوراً حقيقياً ويبدعون ويثبتون من هم قادة الوطن ، ومن يهمهم شأنه ويضحون بأرواحهم على أعتاب حجارة غير مستقرة ، يبحثون وكلهم أملاً أن الوطن سيعيش ويحيى من تحت الحجارة .
فأصحاب الوطن الحقيقيين ليسو من يتقاضون مئات الآلاف على حساب أبنائه ، ويمتلكون السيارات والقصور وحاسابات عالميّة ، بل جنوده وأمنه وشبابه الذين يبقون مع الوطن لآخر قطرة دماء في عروقه .
فتحية إجلال وتقدير للقادة أبنائنا في الأجهزة الأمنيّة ، ضباطاً وأفراداً ونقول لهم شكراً ( والله لا يضيعلكم تعب ) .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-09-2022 12:39 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |