03-07-2025 11:55 PM
سرايا - في تحرك خطير؛ طالب عشرات المسؤولين في الكيان المُحتل من رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" بضم الضفة الغربية وفرض السيادة الكاملة عليها، وتعزيز الاستيطان فيها، مما أثار موجة واسعة من الإدانات الفلسطينية والعربية والدولية، باعتبار أن هذه المطالب تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
ووجّه وزراء حزب "الليكود" اليميني المتطرف ورئيس "الكنيست"، يزيد عددهم على 15 مسؤولاً، دعوة علنية لـ "نتنياهو" لفرض السيادة الصهيونية قبل نهاية الدورة الصيفية لبرلمان الاحتلال، حيث أثارت هذه الخطوة جدلاً داخلياً، في ظل الخلافات المتصاعدة بين الأوساط السياسية والعسكرية داخل الكيان المُحتل حول مستقبل حرب الإبادة ضد قطاع غزة، واتفاق تبادل الأسرى المُحتمل.
وفي توقيت لافت، وقبيل زيارة "نتنياهو" المرتقبة إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأميركي "دونالد ترامب"، نظّم ما يسمى مجلس المستوطنات (يشع) حملة سياسية منسقة، للتحرك من أجل السيطرة على الضفة الغربية وضمّها للكيان الصهيوني.
وصدر عن المجلس بيان وقّعه جميع وزراء الليكود إلى جانب رئيس "الكنيست"، "أمير أوحانا"، دعوا فيه إلى فرض السيادة الصهيونية بشكل فوري على ما يسمى "مناطق يهودا والسامرة"، وهو التعبير التوراتي المستخدم للدلالة على الضفة الغربية.
واعتبر الوزراء المتطرفون أن هناك "فرصة تاريخية" باتت مواتية لاتخاذ القرار، مشيرين إلى أن الدعم الأميركي بقيادة ترامب، يجب أن يتزامن مع خطوة سيادية داخلية، تمنع "تهديدًا وجوديًا" جديدًا على حد تعبيرهم.
وزعموا أن "عملية طوفان الأقصى"، في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، أثبتت أن سياسة الكتل الاستيطانية وخيار إقامة دولة فلسطينية يشكلان خطراً وجودياً على الكيان المُحتل، بما يتطلب فرض السيادة الكاملة على الضفة الغربية، وفق مزاعمهم.
ويبدو أن الصدع يتسع داخل حكومة الاحتلال، حيث احتدمت الخلافات داخل الائتلاف اليميني الحاكم بشأن صفقة محتملة لتبادل الأسرى مع حركة "حماس"، تتضمن وقفًا لإطلاق النار.
وفي جلسة أمنية عقدت هذا الأسبوع، أعاد "نتنياهو" التأكيد على دعمه لما وصفه "باستراتيجية الحصار" على غزة، معتبرًا أنها ضرورية لتحقيق أهداف الحرب، وفق مزاعمه.
ولم تخلُ الجلسة من التوتر والمشادات، حيث نشب جدل حاد بين الوزير المتطرف "بتسلئيل سموتريتش" وأعضاء آخرين، حول إنهاء الحرب على القطاع، مما أدى إلى تصاعد الأجواء المشحونة والمتوترة، بينما يتحرك الوزير المتطرف "ايتمار بن غفير" بخطوات متسّارعة لإفشال إمكانية التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في القطاع.
وبينما تسعى بعض الأطراف داخل حكومة الاحتلال إلى إنجاز صفقة لتبادل الأسرى، تتحدث التقديرات داخل الكيان المُحتل عن أن مثل هذا الاتفاق لن يؤدي بالضرورة إلى سقوط حكومة "نتنياهو"، خلافًا لأي خطوة تؤدي إلى إنهاء الحرب بشكل كامل، وهو ما يثير مخاوف اليمين المتشدد من خسارة أدواته السياسية والعسكرية.
وفي حين يدور الحديث عن إحراز تقدم في جهود التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، تواصل قوات الاحتلال تمركزها في محور "موراج" جنوب قطاع غزة، وتعتبره خطًا أحمر لن تتراجع عنه، حتى في حال التوصل إلى هدنة جديدة.
ويُنظر الساسة الصهاينة إلى هذا المحور باعتباره موقعاً استراتيجياً يُعوّل عليه الكيان المُحتل في إحكام الحصار وقطع أوصال القطاع.
بينما يستعد جيش الاحتلال لاستكمال احتلال قطاع غزة، حيث تقوم خمس فرق بمناورات في المنطقة، بالتزامن مع مواصلة القتل الممنهج للفلسطينيين في قطاع غزة، عبر شن الغارات الجوية الكثيفة في جميع أنحاء القطاع.
وفي منطقة خان يونس، يواصل جيش الاحتلال عمليات الهدم والتدمير الممنهج وايضا في رفح، كما يُكثف عدوانه في منطقة الشجاعية، بعد توسيع نطاق عملياته خلال الأسبوع الماضي. وفي نفس الوقت؛ يستعد لتطويق مدينة غزة، والمخيمات المركزية ومنطقة المواصي، وهي المنطقة التي نزح إليها معظم الفلسطينيين.
وتعتبر هذه خطوات رئيسية تكمل سيطرة جيش الاحتلال على القطاع بأكمله، وقد تتطور في الأيام المقبلة.
من جانبها، دعت حركة "حماس"، المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية، لاتخاذ خطوات جادة، لوقف مجازر الاحتلال في قطاع غزة.
وقالت الحركة، في تصريح لها أمس، "تتواصل مجازر الاحتلال الوحشية وتستهدف في عموم قطاع غزَّة المدنيين العزّل في الأحياء السكنية وخيام النزوح ومراكز الإيواء ونقاط انتظار المساعدات، في سلوك إجرامي غير مسبوق في تاريخ الصراعات".
وأشارت إلى أن "عشرات الشهداء والجرحى من النازحين سقطوا في قصف إجرامي على مدرسة مصطفى حافظ وسط مدينة غزة، وعلى خيام النازحين في مواصي خان يونس، وكذلك حول مصائد الموت عند النقاط الأميركية الصهيونية للتحكم بالمساعدات".
ودعت "المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية الاضطلاع بمسؤولياتهم السياسية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واتخاذ خطوات جادة لوقف المجازر المتواصلة والانتهاكات المروّعة التي يرتكبها الاحتلال وجيشه الفاشي".
وارتكبت قوات الاحتلال امس مجازر جديدة بحق نازحين ومجوّعين في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد العشرات.
وأفادت مصادر في مستشفيات القطاع باستشهاد 78 شخصا جراء القصف منذ فجر امس، بينهم 38 من منتظري المساعدات.
واستهدفت الغارات مجددا مواقع تؤوي نازحين في مدينة غزة وتجمعات لفلسطينيين قرب مراكز لتوزيع المساعدات في وسط وجنوب القطاع، تديرها ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تشكلت في إطار خطة أميركية إسرائيلية لتقييد المساعدات واستبعاد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى منها.
وتواصل قوات الاحتلال ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، مما أدى لارتقاء أكثر من 191 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-07-2025 11:55 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |