14-09-2022 08:21 PM
بقلم : د.ابراهيم الكردي
أجهزة الاستشعار المنتشرة في جميع أرجاء المدينة، واستخدام الكاميرات الرقمية المرتبطة بتقنية تحليلات قائمة على الذكاء الاصطناعي؛ ومن خلال هذه الكاميرات تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بفحص الفيديو والبحث عن السلوكيات التي تُشير إلى أن هناك عملًا إرهابيًا قد يحدث. إضافة إلى الاعتماد على تكنولوجيا الروبوتات وأقمار النانوسات مثل: التي قام ولي العهد الحسين بن عبدالله حفظه الله باطلاقها مؤخراً والتي تسهم بدورًا كبيرًا في تحسين وتطوير الخدمات العامة داخل المدينة الذكية، فمثلًا يُمكن استخدام الطائرات بدون طيار للخدمات البريدية، واستخدام الروبوتات لتقديم بعض الخدمات داخل الفنادق مثلما يحدث الآن في دبي وسنغافورة وطوكيو، إضافة إلى توفير نظم مراقبة تتصف بالديمومة في بيئة المواقع السياحية.
تتضمن معايير الريادية في منظومة تحويل العقبة إلى مدينة ريادية الأخذ بعين الاعتبار مفهوم الأمن السيبراني، وتعزيز هذا المفهوم بكافة أنشطة المدينة والاعتماد على تقنيات شبكات الجيل الخامس (5G) التي ستغير من مفهوم الاتصالات، بالتركيز على عوامل التمكين البنائية القائمة على البرمجيات المرنة مثل: (SDN)، والشبكات المعرفة (SDA) بهدف مواجهة التهديدات والمخاطر السيبرانية، ما يتطلب منها مواجهة هذا التحدي من خلال التوازن بين إدارة وحماية قاعدة المستخدمين وتلبية احتياجاتهم بغض النظر عن مكان وجودهم ونوع الوصول الذي يحتاجون إليه عبر اتباع نهج ما يعرف بـالثقة الصفرية.
من أبرز المرتكزات التي يجب أخذها بعين الاعتبار في آليات تحويل مدينة العقبة إلى مدينة ريادية مفاهيم الطاقة وطرق التعامل معها، خاصة في ظل الارتفاع المتكرر لأسعار الطاقة على المستوى الدولي إضافة إلى مخاطر البيئية الناجمة عن مصادر الطاقة التقليدية، مما يؤثر على قرارات تشجيع الاستثمار وجذبها للعقبة وأسعار الخدمات السياحية، فعملية الانتقال بمدينة العقبة إلى مفاهيم المدن الريادية المستدامة التي تقوم على الطاقة المتجددة والنظيفة أمراً بغاية الأهمية، عبر استخدام التقنيات المختلفة في ترشيد استهلاك الطاقة، وبالإضافة إلى الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة، والاعتماد على التكنولوجيا للمساعدة في مراقبة استخدام الطاقة في الوقت الفعلي عن كثب وتقليل استهلاك الطاقة.
لذا تعتبر تضمين مفاهيم الريادة والابتكار والابداع في تخطيط منظومة المنطقة الاقتصادية الخاصة بمثابة تحدٍ جديد للإنطلاق بمدينة العقبة نحو مدن المستقبل، إلا أنها البطاقة الرابحة خلال الفترة المقبلة؛ التي تسمح بالاستفادة من التطورات التقنية المُصاحبة للثورة الصناعية الرابعة. وتشير التوقعات إلى أنه في عام 2023 سينمو حجم سوق تقنيات المدن الريادية العالمي ليصل إلى 1.7 ترليون دولار.، مما يتوجب علينا في مدينة العقبة الإهتمام بشكل مباشر في تمكين رأس المال البشري والاهتمام بالموارد البشري التي سوف تقود مستقبل مدينة العقبة في ظل توجهات مدن المستقبل والاهتمام بإنشاء حواضن الريادة والابتكار التي تسهم في دعم وتمكين الشباب في المشاريع الريادية التي تقود مستقبل مدينة العقبة، وتعزيز مفاهيم الريادة والابداع في كافة مؤسسات المجتمع المحلي كمنهج شمولي يعتمد على مسارات واضحة المعالم في هيكلة هذه المؤسسات ضمن برامج تنفيذية قابلة للتطبيق على أرض الواقع.
بناءاُ على ما سبق يجب أن تكون مدينة العقبة والتي تعد رؤية ملكية شمولية قصة نجاح ومعيار متقدم لتطبيق مفاهيم المدن الريادية، وتصبح قصة نجاح يحتذى بها من بقية المدن الأردنية، وكذلك تصبح معياراً للتطور لمدن الإقليم ضمن معايير المدن الريادية المستدامة والانفتاح على المستقبل الأمر الذي يحتاج منا الكثير من العمل وفق نهج وخارطة طريق واضحة المعالم لتحقيق النجاح الذي يتوفر بمدينة العقبة لاحتوائها على كافة المقومات الاجتماعية والاقتصادية والجيوستراتيجية لتحويلها إلى مدينة ريادية تستطيع الوصول إلى أعلى المعايير الدولية في التنافسية وفق مفهوم المدن الريادية .