بقلم : منتصر السليمان
نتحدّث عن الكُتّاب العمالقة أصحاب الفكر الواسع والرّسالة العميقة ، التي تتعدى المساحات الدّوليّة والأوقات العالميّة ، وصولاً إلى الأدب العالميّ ، في إجتماع الثّقافات المُختلفة والآداب القوميّة وبثّها للعالميّة ، هكذا يكون تأثير الكُتّاب وكتاباتهم . وهكذا تتعامل معهم الدّول ، وتكون معاملتهم خاصّة لأنهم وجه الكِتاب لأوطانهم ، ورسالة الوطن لغيرهم .
في حادثة "غريبة " حصلت في معرض عمّان الدّوليّ للكِتاب ، الذي يقيمه إتحاد النّاشرين الأردنيّين بدعم من وزارة الثّقافة ، بدأ عمل المعرض في مطلع الشّهر الحاليّ ، إلّا أن عدّة أمور قد حصلت ، وأساءت للغاية من وجود مثل هذه المعارِض ، في جَلَب وضجّة آلمت بحقوق الكُتّاب ورابطة الكُتّاب الأردنيّة ، بدأ الأمر بإستثناء رابطة الكُتّاب الأردنيّين من الدّعوة لحضور المعرض ، وجاء بعدها إستبعاد الكاتب السّياسيّ السّاخر ، أحمد حسن الزّعبي ، عن مشاركته من " ندوة الكتابة السّاخرة وأثرها على المجتمع " وقام المعرض بشطب الكاتب الزّعبي من تقديمه لهذه النّدوة بطلب من وزارة الثّقافة ، والسبب من وجهتهم مواقفه السّياسيّة ، أو بالأحرى هذه الوزارة لا تقتنع بالكتابة السّاخرة والمؤلمة بذات الوقت ، ولطالما تسبّبت كتابة مقالاته بسحب البِساط من تحت أقدام الفاسدين ، أو انّ صوت المظلومين لا يتناسب مع هذه المعارض ، فآلمهم وسم " غطيني يا كرمة العلي " في خاتمة رسائله ومقالاته .
من ثم تعرض الكاتب الكبير الدّكتور أيمن العتوم لمضايقات داخل المعرض ، أثناء توقيعه على أحد كتبه للزوّار ، وطلبت منه إدارة المعرض الخروج للطابق العلوي الخاص بمعرض الأطفال ، كونه يتسبب بأزمة كبيرة جرّاء جمهرة الزّوار ومتابعيه ، ولكن العتوم تعامل مع الموقف بلطافه وشكر المعرض . رغم تواجد أعداداً من الكتّاب بنفس الجناح ولم يطلب منهم الإنتقال لمكان آخر ، وفي ذلك رسائل ضمنيّة ومقصد .

الدّول تنظر للكِتاب أنه نحت العقول ، وملاحقة الأزمان ، وباباً نحو التميّز ، والإشراقة والتّغيير ، الكُتّاب يمتلكون شريحة من المتابعين والقرّاء من الوسط العربي وربما العالميّ ، لكنهم في بعض البلدان تلغى مشاركاتهم ، وتبدّل مواقع جلوسهم ولقاءاتهم وتوقيعاتهم ، فقط لأنهم يسعون وراء الحقيقة والقوّة ، ويحاولون خلق الفكرة ، والإبداع ، أو لأنهم ليسوا كاذبين ، أو لا يريدون ذلك ، وهويّتهم الوطنيّة والعربيّة والدّينيّة ثابتة .

في محاولة لبيع الكتب على الأرصفة ، والمقالات حديث " شوارع " .
ولن يفعلوا !!