10-09-2022 08:50 AM
سرايا - إذا كُنتَ تبحَث عن علاقة زوجية لا خلافات فيها، فأنتَ قد تطلب المُستحيل، بل إنّ علماء النفس يقولون بأنّ الغياب التامّ للخلافات الزوجية بشكلٍ مُطلَق ودائم قد يكون مُؤشّرًا على قُرب انتهاء العلاقة ووصولها إلى مرحلة البرود واللامبالاة والتبلّد الشعوري لدى الزوجين. وفي الوقت نفسه فإنّ بقاء العلاقة الزوجية في حالة توتّر دائم وخلافات حادّة ومشكلات متواصلة هو مؤشّر غير صحّي أيضًا. لذلك ينصح علماء النفس والمعالجون النفسيون المختصّون بالعلاقات الزوجية بأن يتعلّم الأزواج كيف يُديرون خلافاتهم ومهارات حلّ المشكلات، بل إنّ الخلافات الزوجية قد تكون فرصة لتقوية العلاقة مع زوجك أو زوجتك وتعميق ارتباطكما العاطفي والوجداني إذا تمكّنتم من تجاوزها بطريقة واعية وناضجة.
إذا كُنتَ تُعاني من مشكلات مع زوجك أو زوجتك، وتبحث عن حلول وخطوات مباشرة لحلّها، فأنتَ في المكان الصحيح، وننصحك بأن تُكمِل قراءة هذا المقال لتتعرّف على أهمّ الخطوات والتقنيات التي ستُساعدك على حلّ مشكلاتك الزوجية واستعادة العافية والحبّ مع زوجكِ أو زوجتِك. وإذا كُنتَ تُريد أن تعرف أكثر عن الأسباب النفسية للخلافات الزوجية وجذورها وكيفية تكوّنها، فننصحك بقراءة النُسخة المُوسّعة من هذا المقال بعنوان أنت تحتاج للمشاكل الزوجية.. لكن، كيف وماذا تفعل لإدارتها؟
ماذا أفعل كي أحافظ على زوجي وزواجي؟
أولا: اقتطع بضع ساعات بشكل دوري لتصفية كل شعور سلبي
يحذر المعالج، ميجان كاستون، من الخلافات النابعة من نقص التواصل، والتوقعات التي بناها الزوجان تجاه بعضهما دون التعبير عنها وعن احتياجاتهما، ليرى أنه من المهم التحدث مبكرا قبل أن يتراكم الاستياء والغضب. وعلى الرغم من أن رأي كاستون قد لا يبدو وكأنه أكثر الطقوس رومانسية، فإنه يقترح تحديد "اجتماع عمل للزواج"، حيث يتطرق الشريكان فيه إلى كل شيء.
بعض الأزواج يحددون باستمرار موعدا لمعالجة مخاوف العلاقة، بدلا من طرح الصعوبات والأمور التي تحتاج إلى تحسين بشكل عشوائي، فوجدوا أنه من المفيد استثمار حوالي ساعة على أساس أسبوعي أو شهري لحل مجالات الخلاف، ما جعل الأزواج يتطلعون إلى قدوم الوقت المتفق عليه، لأنهم يعرفون أنهم فيه سيحظون بكامل باهتمام شريكهم.
ثانيا: احترس من الطريقة التي تبدأ بها الجدل
يخبرنا مدرب العلاقات المعتمد ومؤسس تطبيق استشارات الزواج "Lasting" ستيفن دزيدزيتش أن الطريقة التي تبدأ بها المحادثات تؤثر بشكل كبير على مجرى الحديث. فالأزواج في العلاقات الصحية قد يكونون متعبين، أو جائعين، وربما لا يشعرون بأنهم على ما يرام، أو أنهم شاردون، أو يسيئون الفهم مثلنا تماما. هنا يبزغ الضيق وتحضر المشكلات، لذا امنح نفسك برهة للتفكير، هل أضع شريكي في موقف هجومي عندما أتحدث عن المشكلات أم أتراجع أحيانا تاركا له فسحة للتعبير؟
يشرح ستيفن الطريقة التي تبدأ بها الحوار في ثلاثة أجزاء: نبرة صوتك، ومستواه، والكلمات التي تتلفظ بها. إذا استشعر الطرف الآخر القسوة في إحداها، فمن المحتمل أن تأخذ المحادثة منحنى عدائيا.
ثالثا: لا تُقاطع الآخر أثناء حديثه وإفصاحه، وابدأ بإبرام اتفاق حول عدم المقاطعة
تعتبر المقاطعة أثناء الحديث سببا رئيسيا لزيادة المشاحنات وتفاقم المشكلات، لذا يقترح تشابمان أن يتفق الطرفان على حد زمني يلتزم به الشريك في مشاركة أفكاره ومشاعره. يساعد تعيين فترة محددة للحديث على التركيز على الاستماع، عوضا عن صم الأذنين وصب كامل الانتباه إلى الداخل، فالآن بات هذا الشريك على علم بأنه سيحين دوره في النقاش، ومن ثَم لم يعد مضطرا للمقاطعة لتوضيح نقطة أو الطعن في صحة أخرى.
إذا واجه الزوجان مشكلة عويصة تحتاج التعامل معها، ليبدأ بالاتفاق. لاحظ الدكتور جوتمان أن الأزواج الناجحين الذين ظلوا معا لفترة طويلة يتقنون اللطف، يقدمون القضايا بطريقة ودية من خلال عدم البدء بالنقد مطلقا. لذا يعد البدء بالاتفاق هو أفضل طريقة لتجنب الجدال وبدء المناقشة. ابحث عن شيء يمكنك الاتفاق عليه، وابدأ من هناك.
رابعا: اخلق مناخا من المحبة وعبّر عن فضولك
في خضم الشجار، حاول أن تنظر إلى العالم من خلال عيون من تحب، اجتهد لفهم كيفية رؤيته للمشكلة وما يشعر به ثم اطرح أسئلة للتوضيح، كما يوصي الدكتور غاري تشابمان، مستشار الزواج، إذ يقول إنه بمجرد أن تفهم حجة شريكك، ينصح بقول شيء على شاكلة: "أعتقد أنني أفهم ما تقوله، وما تشعر به، وهذا منطقي للغاية". هذه الجملة كفيلة بإعلان صداقتك وسحق العداوة التي خلقت مناخا مشحونا بالتوتر.
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا