سرايا - تنمو خلايا البشرة الطبيعية وتتجدد في غضون شهر، لكن لدى المصابين بالصدفية وهي مرض مناعي، تستغرق هذه العملية ثلاثة أو أربعة أيام فقط.

يؤدي ذلك لدى مصابي الصدفية أو الصداف لظهور قشور ولويحات حمامية عليها وسوف فضية اللون، تظهر في المرفقين والركبتين وفروة الرأس، وقد تصيب المنطقة التناسلية وأسفل الظهر والأظافر والثنيات.

ويعتبر هذا المرض شائعا، إذ يوجد حوالي 125 مليون مصاب به في جميع أنحاء العالم، أي ما يقارب 2-4 % من إجمالي السكان.
كما أنّ أكثر من 85 ٪ من المرضى الذين يتلقون العلاج يستخدمون الأدوية الموضعية، لكنّ أكثرها فعالية واستخداما هي تلك التي تحتوي على ”الستيرويدات القشرية“ أو ما يعرف بـ“الكورتيزونات“.

لكن هذه العلاجات لها الكثير من الآثار الجانبية مثل: ترقق الجلد، والتصبغات، والكدمات، والإحمرار وغيرها.

ولا يمكن استخدامها في مناطق البشرة الحساسة، بالإضافة إلى أنّ هذه الأدوية تفقد فعاليتها بمرور الوقت؛ ما يحد من فائدتها.

كريم جديد آمن وفعال

على عكس ذلك، فإن دواء جديدا يحمل اسم Vtama (tapinarof)، يعتبر علاجا واعدا لهذه المرض.

وكانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) وافقت في أيار/مايو الفائت، على الكريم لعلاج الصدفية اللويحية عند البالغين.

ويتم تطبيقه مرة واحدة يوميا على المناطق المصابة.

ويتميز بأنه لا يحتوي على أي كورتيزون، ويمكن استخدامه في المناطق الحساسة مثل الوجه والرقبة والفخذ.

كما أنّ آثاره الجانبية أقل، حيث أظهرت ثلاث تجارب سريرية أنه فعال ضد الصداف مع آثار جانبية خفيفة إلى معتدلة، إذ يُعتبر دواء آمنا ويمكن استخدامه على المدى الطويل.

دواء واعد في المراحل التجريبية الأخيرة

إلى ذلك، كشف البروفيسور جين جون جو، من مستشفى جامعة بكين، عن دواء آخر واعد لمرضى الصدفية، مشيرا إلى أنه في المراحل التجريبية الأخيرة.

وقال جون جو: ”يسعدنا العثور على فائدة سريرية كبيرة وتحسين نوعية الحياة عند الأشخاص الذين يعانون من الصدفية اللويحية المعتدلة إلى الشديدة في الدراسة السريرية للمرحلة الثانية من دواء picankibart“.

وأضاف: ”يُظهر picankibart أيضا فوائد على المدى الطويل. أنا واثق وأتطلع إلى نجاح المرحلة الثالثة من الدراسة، وآمل أن يوفر هذا الدواء خيارا علاجيا بديلا لمرضى الصدفية“.

والبروفيسور جون جو، هو استشاري في مستشفى جامعة بكين، وباحث رئيسي في الدراسة السريرية حول عقار Picankibart (IBI112)، والتي تم نشرها يوم الثلاثاء الماضي.

ويرتبط دواء Picankibart (IBI112) بشكل خاص بالوحدة الفرعية IL-23p19، وبالتالي يمنع IL-23 من الارتباط بمستقبلات سطح الخلية الكيراتينية؛ ما يؤدي إلى تثبيط مسار الإشارات التي تحفز مرض الصدفية.

”حقنة جديدة“

إلى ذلك، فإنه من المعروف أن الصدفية هي مرض جهازي، يصيب مختلف أجهزة الجسم، ولعلّ أشيع تظاهرة جهازية لدى المصابين به هي التهاب المفاصل الصدافي.

ومن أجل تخفيف هذه المعاناة، وافقت (FDA) على دواء ”ريزانكيزوماب-رزا/ سكريزي“ لعلاج التهاب المفاصل الصدفي النشط (PsA) عند البالغين، في كانون الثاني/يناير 2022.

ويتم إعطاء الدواء عن طريق حقنة واحدة 150 مجم تحت الجلد 4 مرات في السنة، بعد إعطاء جرعتين بدئيتين في الأسبوعين 0 و 4.

ويمكن إعطاء الحقن بمفردها أو مع الأدوية المعدلة لسير المرض (DMARDs).

بالمقارنة مع الدواء الوهمي، أدى دواء ”risankizumab-rzaa“ إلى تحسن ملحوظ عند مرضى التهاب المفاصل الصدافي حيث خفف من آلام المفاصل والتهابات الأعصاب والتهاب مرتكزات الأوتار.

ويُعتبر الصداف من الأمراض التي تتأثر بشكل كبير بالناحية النفسية للمريض، وهذه نقطة في غاية الأهمية يجب أن يعرفها أهل المريض وأصدقاؤه المقربون، من أجل تأمين جو مريح نفسيا وجسديا، مع المحافظة على جو الدعابة والمرح داخل المنزل.

شارك