11-08-2022 04:08 PM
بقلم : منتصر السليمان
بمناسبة ذكرى تأسيس النّادي الفيصلي ، نرتحل عبر بوابات الزّمن ، لنقرأ عن التّاريخ الذّهبي الذي يرتحل عبر الأزمان ، فبذلك تتوقد الفكرة ، لتكون وطناً بذاته وذخيرة بحامليها ومؤسسيها .
ليس غريباً أن فكرة دامت ل٩٠ عام ، وهي تحقق نجاحاً تلو النّجاح ، الغريب حقاً أن هذه الفكرة بدأت من مقاعد المدرسة من ناظم قردن ، ورياض الجّقّة عام ١٩٣٢ ، حين إتفقا أن يحققا فكرة خلاقة وتخدم الوطن وأن يعملان بها حال تخرجهما ، فأتت فكرة إنشاء الفرقة الكشفيّة ، وجاء بعد ذلك حصولهما على الموافقة الرّسمية ، فكانت هذه أول محطات النّجاح وإنطلاقتها عام ١٩٣٢ م .
عام ١٩٣٥ جاءت فكرة إنشاء فريق كرة القدم وسميّ "نادي الأشبال " وخاض الفريق المباريات ضد الفرق الشّعبيّة والمدرسيّة وغيرها ، عام ١٩٣٥ م جاء قرار إغلاق النّادي وكانت أولى تحدياته الحقيقيّة ، حينما كان الأردن تحت البريطانيّة ، وكان الإستعمار يريد إيقاف النّادي ، وشكك فيه أنه يلحق الأذى بالإمارة وأغلق النّادي ، ولم يمنع ذلك الأعضاء واللاعبين من الإستمرار في تحقيق أهدافهم ، فاستغلوا فترة الإغلاق وحضّروا أنفسهم وإستعانوا برجالات الوطن والتّجار والسّادة وشكلوا اللجنة الإداريّة لمتابعة شؤون النّادي الفيصلي ، وسلّم دولة سليمان النَابلسي رئيسياً فخرياً ، ومن ثم حصلوا على الموافقة الرّسميّة من خلال دائرة الشؤون الإجتماعيّة .
باعوا اليانصيب داخل الوحدات العسكريّة ، وبإتفاق مع كلوب باشا ، لتحقيق المردودات الماليّة التي تسمح للنادي بإيجاد مقر له ، ويؤهله ذلك لتحقيق أهدافه الرّياضيّة والثّقافيّة والإجتماعيّة ، ونجحوا بتأمين ٣٧٠٠ دينار لشراء قطعة أرض بني عليها مقر النّادي الفيصلي .
إنطلق الفيصلي بعدها لتحقيق الألقاب المحليّة والعربيّة ، وحصد أعداد كبيرة من الجّماهير ، واجهته الكثير من الصّعوبات والتّحديات ، ولكنّ النّسر على شعاره يقتنع بفكرة وجوده ، ويرى أن عليه التّحليق دوماً ، بل يحمل بشموخه آمال أبنائه .
دخلت فكرة النّادي الفيصلي داخل البيت الأردنيّ الواحد ، كعلاقة إجتماعية مع من نحب ، رافقت الفقير والغني ، والسّياسيّ والإجتماعيّ ، أصبحت قصة تروى للصغار وحديث الكبار ، هي هويّة وطنيّة ومشروعاً أردنياً بإمتياز ، مرّ على وجوده ٩٠ عاماً من النّجاح والألق والصّمود والثّبات ، وأرقام وإنجازات لا تُعد ، فحين تبحث عن بقاء الفكرة لا تهمّك الأرقام بل تتمعن في تحليق النّسر الفيصلاوي ، الذي يصعب العبث فيه ، وتدوم فكرة الكبار والرّاحلين ، ويمتد تاريخه عبر السّنين ، فكرة أثبتت إمتيازها ، وثبتت وهذا عامها ال٩٠ .
الفيصلي ليس نادي كرة قدم فقط ، هو حياة لمن يتابع تفاصيله ، وهو هويّة وهواية ، وهو الفرح وقتما يجتاحنا حزن الوطن ، وهو كل ما نحب ، هو المحبوبة والوطن .
كل عام والنادي الفيصلي ومحبيه بألف خير .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-08-2022 04:08 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |