بقلم : منتصر السليمان
نقول دائماً البوصلة التي لا تتجه نحو فلسطين والحق مشبوهة ، ففي هذا التّوقيت تتسارع القنوات الإعلاميّة والإعلام بقنواته أجمع ، وصحافة المواطن أيضاً ، لنقل وتغطيّة التّفاصيل والحيثيات الواقعة حالاً على أرض فلسطين ، وتختلف التّعبيرات والأساليب المستخدمة في الوصف ، ويبقى الأصل في تجريم الكيان الصّهيوني الغاصب والمعتدي بغير وجه حق ، فلا المكان مكانه ولا الزّمان ، وتتحضر قوى الجّيش الإسرائيليّة لإستهداف المدنيين ، وبعض مواقع المقاومة ، وقتل الأطفال ، وتخطيطهم ودخولهم لباحات المسجد الأقصى .
في هذه الأحداث الأخيرة علمت إسرائيل بعض المواقع بأدق تفاصيلها ليرتقي قائد سرايا القدس بعد إستهداف شقته السّكنيّة .

الناطق بإسم الجيش الإسرائيليّ ريتشارد هيشت "لم ننته بعد"، ويصف ما يحدث بأنه "هجوم استباقي"!
ارتقاء ٣١ شهيداً بينهم ٦ أطفال و٤ سيدات، وإصابة ٢٦٥ حصيلة الهجمات الإسرائليّة على غزّة .

" أوافيكم بالتّغطية فور إتضاح الصّورة "، هكذا كانت تغطّي الصّحافيّة شيرين أبو عاقلة على أحداث الحرب في فلسطين ، إلى حين رحيلها المؤثر على الصّعيدين العربيّ والإعلاميّ ، إستمرت في التّغطية حتّى إرتقت برسالتها وواجبها .

اليوم إتضحت الصّورة وغابت التّغطية ، هكذا تفعل القناة العربيّة ، في نقلها للرسائل من غزّة ، وأثارت عبر إعلامها الشّكوك والجّدل ، فهي تنقل رسالة الحرب في غزّة كحادث سيارة ، أو أقلّ تقديراً .
" عدد من القتلى الفلسطينيين "
" الجيش الإسرائلي ، والجّهاديين "
" مساعٍ وجهود لتهدئةٍ إنسانيّة "

جملة من الأخطاء ترتكبها القناة العربيّة السّعوديّة في حق أهل فلسطين ، وتحاول بذلك تجريد موقفها من مساندة أهل غزّة ، بل تبدّل شهاداتهم بالقتل العفويّ ، وإستياء واسع المدى تجاه هذه القناة التي تبحث ودّ إسرائيل ، لا وأد خرابهم ودمارهم الذي يرفضه المنطق والعقل والدّين .
من الضّروريّ أن تتعلم القناة العربيّة ، أساسيات وأبجديّات المهنة الإعلاميّة ، وأن تحترم الحقيقة وأن تنشرها كما هي دون التّظليل والتّشويه للتغطيّة الحقيقيّة ، وإن لم تتمكن من ذلك ، البقاء بعيداً عن السّاحة الإعلاميّة .
بل إن بعض الدّول تتدخل بإعلامها دون السّلاح ، وتثبت موقفها تجاه القضيّة الفلسطينيّة ، لماذا تقوم السّعوديّة بثقب واجهتها " العربيّة" أمام فلسطين ، وتسيء للشهداء والمدنيين والمدافعين عن أرضهم المسلوبة !
إن الإعلام رسالة وهويّة ، إذ يعبّر عن خزينة الدّول ومواقفها السّياسيّة ويتسم بالصّدق والشّفافيّة ، لذلك على على " العربيّة" تعلم أبجديات المهنة واللغة العربيّة لا العبريّة .
غابت شيرين وغابت التّغطية !

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا