07-07-2022 05:44 PM
بقلم : منتصر السليمان
تجد الكثير من المقالات المكتوبة تذكر ذات العنوان ، وتذكر مواجع الشّعب وأحلامه ومعاناته في ظلّ الظّروف المُتراكمة ، ويتاجر البعض الآخر من الكُتّاب ببيع الأفيون وبيع النّظريات وتسويقها ، ولكن لا شيء يتغيّر ، وكاهل المواطن الأردنيّ مليئاً بالخيبات والتّراكمات ، بإمكاننا الحديث عن كل الألوان الورديّة ، نحن نقدر ، لكن فاقد الشيء لا يُعطيه ، نسمع كلّ يوم عن قضيّة جديدة ، وآخرون يتحدثون عن حلف النّاتو ، والعلاقات الدّوليّة ، وأثر القرارات السّياسيّة الخارجيّة ، وحروب العالم ، من قعرُ القصور ، ولا يمنع ذلك من مواسآة من يشتهون شراء إضحيّة ذات المئة دينار ولا يستطيعون ، ولا يمنع ذلك شاباً عن التّفكر بأمر عيديّة الأطفال التي لن تتعدى عشرات الدّنانير ، لإقتراب العيد المُبارك.
جال بمخيّلتي يوم أمس كتابة مقالة ماذا يقول المُغترب الأردنيّ لإبنه في المطار بعد قدومه لإجازة العيد ، كتبت في بدايتها ..
في إجازة العيد ، يعود بعض المُغتربين عن ديارهم ، الذين جالوا بقاع الأرض بحثاً عن رزقهم ، وتغرّبوا بشتّى الظّروف طوعاً أو رُبما قسراً ، ليمكّنوا أنفسهم وطاقاتهم ، تركوا خلفهم رائحة قهوة أمهاتهم ، ودلال آبائهم ، وإبتعدوا عن إخوانهم وأصدقائهم وأقاربهم ، تركوا التّفاصيل العتيقة جُلّها ، التي ما زالت تعيش معهم وترافقهم حتّى وإن تغيّر طعم التّفاح .
عند الوصول إلى مطار الملكة علياء الدّوليّ ، تنفّسوا جيّداً ، وخذوا ما فاتكم من رائحة الأردنّ وترابه ، تمعّنوا بساطة وجوه الأردنيين وسُمرة جباههم ، أنصتوا لعزّة أنفسهم وشموخهم رغم التّعب الذي يكتنفهم ، يحبون الأرض ويعشقون الكرامة أكثر .
حين الخروج من بوابة المطار ، حدّثوا أبناءكم عن هذا الوطن ، وإعرضوا لهم الأماكن القديمة التي تحبونها ، وإسردوا لهم التّفاصيل التي تسكنكم ، حدثوهم عن الأردنّ وتاريخه ، وأنّ الأردنّ تحت سحابة سوداء عابرة ، وأعبروا في الحديث على كرم الأردنيين وشهامتهم ، وصلابة موقفهم ، وأنّ الأردنّ بيتاً واحداً … وقفت هُنا وضاعت الكلمة ولم أستطع المُتابعة ، ووجدت من الأولى أن ترتبط مُقدّمتها مع هذه المقالة " الأصل" .
شبابٌ مُعطلين عن العمل والحياة ، ونساء تحت وقع جريمة المُجتمع ، وآباء عجزوا عن تأمين رغيف خبز واحد ، هكذا هو مجتمعنا بل إنقسم إلى من يجوع ويعرف ، ومن إمتلأ ولا يُهمّه أن يعرف .
عندما يدفع عشرات الآلاف على شهادة طالب جامعيّ ويضطر للعمل بخمس دنانير يوميّاً وغالباً لن يجد ما يفعله … عاطلون عن الحياة
عندما تجد نساء يجُلن الشوارع للبحث عن العمل في تنظيف البيوت … عاطلون عن الحياة
أن تجد طفلاً يشتهي كأقرانه لبسة للعيد ولا يستطيع والده… عاطلون عن الحياة
الآف العمليّات الجّراحيّة الضروريّة للمرضى متأخرة بسبب عدم توفّر الثّمن… عاطلون عن الحياة.
ترهّل في إدارة المؤسسات وقضايا فساد بالملايين وصولاً للقمة الشّعب … عاطلون عن الحياة .
هذه هي الحقيقة ولا يمكن إنكار حجم وآثار التّراكمات لدى الشّعب الأردنيّ ، الشّعب الأردنيّ دون المُتنفّذين منه !
بل وقفنا أمام حاجة التّدخل السّريع ، لإصلاح كل ما أُفسد داخل الدّولة ومؤسساتها ، والمجتمع والمواطنين .
وذلك للأيام الجّميلة التي لم تأتِ بعد !!!
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-07-2022 05:44 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |