05-07-2022 07:52 AM
بقلم : منتصر السليمان
الإعلام هو الوسيلة المستخدمة بين النّاس لتغطية الأخبار وتقديم التّفاصيل والمعلومات والرّسائل ، وينقل عبر وسائله رسائل ذات مضمون تهدف إلى التّأثير في شريحة المُجتمع ، ويعتبر الإعلام ذراع الدّولة وبوصلتها التي توجه من خلاله رسائلها لتحقيق الأهداف المشتركة العامّة والخاصّة منها .
فمنذ صدور أول صحيفة أردنيّة " الحق يعلو " عام ١٩٢٠ كأول وثيقة إعلاميّة أردنيّة خُطّت باليد ، وحملت أنباء ثورة العرب ضد الإستعباد ، ولها طابعها الإجتماعيّ والسّياسيّ ، بعد ذلك ، تمثلت بدايات الاعلام الاردني في إنشاء محطة الإذاعة الأردنيّة بعد الانتداب البريطاني على أرض فلسطين عام ١٩٤٨ ، وفي عام ١٩٦٤ أنشئت وزارة الثقافة والإعلام ، بعدها نشأ التلفزيون الأردني عام ١٩٦٨م ، ثم تلاها وكالة الأنباء الأردنية بترا عام ١٩٦٩م ، ثم محطة الأقمار الصناعية التي تأسّست عام ١٩٧٠م ، هذه أهم التّواريخ المرتبطة بمراحل تطور الإعلام الأردنيّ .
ما هو شكل الإعلام الأردنيّ اليوم ؟
تتنافس الدّول بإمتلاكها السّلاح ، وبعض الدّول تتبوأ مراكزاً مرموقة بإمتلاكها وسائل إعلام قويّة ذات رسالة حقيقيّة وإمكانية تأثير مطلقة بشفافيتها ونزاهتها ، ضمن قائمة المؤسسات الإعلامية الأكثر تأثيراً في العالم تصدّرت المرتبة الأولى في القائمة مجموعة "بي بي سي" البريطانية ، "سي إن إن"، ونيويورك تايمز، وسي سي تي في الصينية، وول ستريت جورنال، ويوميري تشمبيون اليابانيّة ،وشبكة الجزيرة القطريّة ، وفوكس نيوز، وهافنغتون بوست ، هذه المؤسسات ذات المردود المالي الذي يصل لملايين الدولارات ، ولديها القوّة في التأثير وتشكيل الرّأي العام في العالم أجمع ، يمتلك الأردنّ اليوم وسائل إعلاميّة مُتعدّدة ، منها الورقيّ والإلكترونيّ والإذاعيّ والتّلفزيونيّ ، ويمتلك الأردن خبرات واسعة في مجال الإعلام وأكادميين وأصحاب نظريات ودراسات متطوّرة في الإعلام وصحافيين من النّخبة ، إلّا أنّنا اليوم نفتقد "ببعض " القنوات الإعلاميّة الإلكترونيّة الأردنيّة ، المهنية والإنسانيّة ، ونرى سقطات متعددة ترمي إلى جمع التّعليقات واللايكات ، وأصبح هدفهم ليس العمل برسالة الإعلام بل لتحقيق الترند حتّى على حساب بساطة النّاس وطيبة قلوبهم ، هؤلاء من إعلاميين وصفحات إعلاميّة رسميّة ممولة يبحثون عن هفوات النّاس دون النّظر للأذى الذي يلحق بهم جرّاء تداول مقاطعهم وأصواتهم وصورهم ، ونسو أن الإعلاميّ كالطبيب بإنسانيّته ، فإنحرف المسار ،فإنهدمت الصّورة .
لماذا نركّز على الإعلام ؟
بشكلٍ عام ، الإعلام ينظّم سريان المعلومات بالحالة التي تخدم الدّولة وأفرادها ، ويثير القضايا بغية الإصلاح السّياسيّ والإقتصاديّ والإجتماعيّ ، ويتحدّث بمضمونه عن الإخفاقات والقضايا والنّجاحات ، ويتشّكل الخبر منذ لحظة التّفكّر بغرابته لكنه يراعي مصالح الآخر ولا يجعل منهم بذرة تُكسر تحت رحى قنواتهم .
فالإعلام رسالة صادقة تهدف بأسمى صورها المحافظة على هيبة الدّولة وبنائها ، وتجد الإعلامي أحد النُخب فيكتب بدوره عن الطبيب والمحامي والمهندس وعن هموم الوطن ، وحلول القضايا ، ويسند المظلومين .
علاوة على ذلك ، يُعتبر الإعلام كأدآة لتصنيف الدّولة , ويحدّد شكلها وحالتها ، إما أن يرتقي بها ويخدمها أو يهدمها ، ومن الضّروري على هيئة الإعلام المرئي والمسموع في الأردن ، إيجاد الحلول للمتزلّفين عن مهنة الإعلام ، وضبط المخرجات وتحديد هويّة الإعلام الرسميّ الأردنيّ ، وإيقاف المضامين الخادشة بصورة المواطن الأردنيّ بشكل خاص والدّولة بشكل عام .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
05-07-2022 07:52 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |