حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1133

عرار .. شاعر الناس ووجدانهم

عرار .. شاعر الناس ووجدانهم

عرار ..  شاعر الناس ووجدانهم

30-05-2022 09:52 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد يونس العبادي
مرّت قبل أيام ذكرى رحيل شاعر الأردن مصطفى وهبي التل (عرار) والذي وافته المنية في إربد يوم الرابع والعشرين من أيار عام 1949م.
عرار، هو صاحب تجربةٍ ما زالت شاهدةً على ملامح هامةٍ ليس من تاريخنا الوطني، وحسب، بل كان له بصماتٍ امتدت في ميادين الشعر والأدب والسياسية، وحتى الإدارة العامة، وكان كثيراً ما يعبر عن الناس بوجدانهم، لذا ما زال لليوم رمزاً أردنياً مهماً.
وتأمل حياة عرار، تشير إلى العديد من هذه السمات، بينها، أن الرجل ربطته علاقة قوية بالملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، طيب الله ثراه، وكان دوماً حاضراً في مجالسه الأدبية، وله مساجلات شعرية، تعبر عن عمق العلاقة بينهما.
ولم يكن عرار صوتاً شعرياً، وحسب، بل كان سياسيا، يشارك في المؤتمرات الوطنية، وسخر كلماته لأجل نقد الانتداب، ووعد بلفور، كما لعب دوراً هاماً على الساحة الوطنية، إذ تشير العديد من الوثائق، إلى أنه كان همزة وصلٍ مع عدد من المعارضين الأردنيين ممن أقاموا في الخارج خلال عهد الإمارة، فقد كان له سمات شخصية جعلت منه ذو حظوة وقبول، عند الجميع.
عرار، وعلى مدار سنواتٍ من عمره، وتجربته، وسجالاته، كان يعاند الزمن الصعب، ويعبر عن أصوات الفقراء، والأحرار والمناضلين، أيضا،ً وحصل على مساحة كبيرةٍ من وجدان الناس.
ولم يحصل عرار، على منصبٍ رسميٍ رفيعٍ في الدولة، إذ عمل في عدة وظائف رسميةٍ ، بينها: معلماً في مدرسة الكرك، ثم حاكماً إدارياً في وادي السير، والشوبك، ثم عين رئيساً للتشريفات الملكية في الديوان العالي (المقر) ثم متصرفاً للبلقاء، ثم حبس لفترة وتفرغ لمهنة المحاماة.
والمتتبع لسيرة عرار وحياته، يلحظ أنّ الرجل تقلب في الوظيفة، ولكنه لم يحصل على وظيفة كبيرة، وكان يبحث في كل مرةٍ عن تجربةٍ جديدةٍ، أو قل كأنما هو يبحث عن ذاته، ولكنها ذات بقيت من الناس ولها.
وصاحبنا، كان حالةً تفوق حجم الشاعر، في كثير من التأملات، فكثيراً ما كان يهم باعتزال كل متاعب الحياة، ويبحث عن رحابة فكره وراحته، أو كما يقول:
بين الخرابيش لا عمري يضيع سدىً، ولا يضيق الهدى ذرعا بأطواري
بين الخرابيش لا عبد ولا أمة، ولا أرقاء في أزياء أحرار
ولا هيام بألقابٍ وأوسمةٍ، ولا ارتفاع ولا خفض بأقدار
الكل زط مسادة محققة، تنفي الفوارق بين الجار والجار.
ولربما، تعبر هذه الأبيات، عن حالةٍ من الهدوء، خاصة بعدما تقلب في الوظائف، واشتبك في ميدان السياسة، وحتى الصحافة التي كان كثيراً ما يكتب بها بأسماء مستعارة.
إننا اليوم، ونحن نتأمل سيرة عرار، ندرك بأنه بقي محافظاً على مكانته في الوجدان الأردني، وما زال الكثير منهم يردد شعره، وينظر إليه كأحد أهم من قدم ونظّر للحالة الوطنية بصفاءها، وإيمانها بقيم الوطن الحقة المؤمنة بتحرره من الانتداب في فترة الاستعمار.
حمل عرار في تجربته الشعرية، واكتنز أهم القيم الوطنية، من ولاءٍ للعرش الهاشمي، وانتماءٍ لثرى الأردن، حيث حملت أشعاره أسماء معظم القرى والبلدات والمدن الأردنية، فكان يؤصل لها، ويرى فيها بأنها شاهدة على تجربته، وكأنه (رحمه الله) يدرك بأنّ أجيالاً ستأتي وتجمع شعره وتجربته، كما تنبأ في إحدى أبياته الشعرية: "قالوا سيجمع اشعاري جهابذة، من الشباب، هواهم طبع ديواني.. ".
واليوم، ونحن نستذكر عرار، وتجربته بجوانبها كافة، فإننا نرى بأنّ الكثير بقي من إرثه وتراثه، حاضراً وحياً، وبينها شعره الذي يقول فيه، ونردده دوماً:
ليت الوقوف بوادي السير إجباري
وليت جارك ياوادي الشتا جاري

بين الخرابــيش لا عبد ولا أمـــــة
ولا أرقــــاء في أزيــــاء أحــرار

بنت وادي الشتـــا هشـــت خمائلـه
لعــارض هـل من وســمي مبدار

خــــداك يابنت من دحنون ديرتنـا
سبحـانه باريء الأردن من باري


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 1133
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
30-05-2022 09:52 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم