بقلم : هارون الصبيحي
شوارع الأردن مكتظة بالسيارات ولذلك أسباب كثيرة ومنها. أننا أصبحنا نكره المشي وننسى أو نتناسى فوائد المشي على الصحة والاقتصاد، حتى الشاب الجالس في البيت إذا طلبت منه والدته علبة لبن من البقالة القريبة، يأخذ مفاتيح السيارة ويذهب بها.
الأردني حسب ما ذكرت منظمة الصحة العالمية يحتل المرتبة الثانية عالمياً في عدد المدخنين بعد إندونيسيا، في كل مقهى تشاهد الرجال والنساء يدخنون الأرجيلة...
سجائر وأرجيلة و طعام غير صحي ومشروبات غازية و ساعات من الجلوس أمام شاشة الحاسوب والموبايل ولا رياضة ولا مشي...
نحن في الأعوام القادمة سنتحول إلى جثث على قيد الحياة!
هل تعلمون كم هي كلفة العلاج من الأمراض الناجمة عن قلة المشي، وكم هو تأثيرها على الاقتصاد؟
دراسة دقيقة لهذا الموضوع وسنكون أمام أرقام مرعبة...
لماذا لاتتحرك وسائل الإعلام؟ لماذا لاتتحرك الحكومة؟ لماذا لانفكر كمواطنين؟
لماذا لايخصص يوم في الأسبوع أو في الشهر ونطلق عليه ( يوم المشي، أو يوم الرياضة ) ليكن يوم عطلة رسمية، الجمعة أو السبت، بحيث تمنع في ذلك اليوم وسائل النقل العامة والخاصة إلا للحالات الضرورية جداً؟
لماذا لاتخصص شوارع معينة أو ساحات لرياضة المشي؟
الافكار كثيرة لكننا لانريد أن نفكر، ربما نخاف أن نفكر، نخاف من المبادرة، نحن كأدباء و كتّاب نضع للمشكلة أكثر من حل ويطل علينا المسؤول أو صاحب قرار و يضع لكل حل مئة مشكلة ويصدقه الناس رغم أنه على خطأ ويرفض مناقشتنا والحوار معنا.
هنا يبرز دور الناس، إذا كتب الكاتب حلولا ً أو سلط الضوء على همومنا ومشاكلنا المزمنة فعلى الناس ان تسانده وترفع الصوت عالياً، على الناس أن تقرأ وتفهم ما قرأت وتتحرك بوعي.
هكذا تفعل الشعوب الحية التي تحب أوطانها
الكتابة ليست حبراً على الورق، الأدب ليس للترفيه والتسلية
الشعب الذي يريد أن يحصل على حقوقه ويعيش بكرامة عليه أن يقرأ ما يكتبه الكتّاب والأدباء والعلماء ويفكر ويتسلح بالفكر ويحاور ويبادر، لا أن يستسلم لليأس والإحباط، ويلهث الفرد خلف مصالحه الخاصة وينافق ويطبل حتى يحصل على الفتات ويصبح شريكاً صغيراً في الخراب.
غنت فيروز ذات يوم " نحن والقمر جيران "
الكاتب المبدع قمر ينير الدرب، ينير الطريق، لكن للأسف نحن كعرب سواء أصحاب قرار ومسؤولين أو شعوب، جميعنا نحن والقمر غرباء، أو نحن في واد والمبدع الذي ينير طريقنا في واد آخر.