حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,5 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 8194

نماذج قرانية في الادارة الموقفية!!!!؟

نماذج قرانية في الادارة الموقفية!!!!؟

نماذج قرانية في الادارة الموقفية!!!!؟

28-04-2022 02:21 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور علي الصلاحين
إن العلاقة بين المسؤول وبين من يحتاج إلى إجابة لاستفساراته علاقة تكاملية فالرجل الصالح الخضر قوله لنبي الله موسى عليهما السلام "وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا؟" عندما طلب موسى من الخضر أن يرافقه في رحلة لطلب العلم، لقد كان الخضر مدركًا للسمات البشرية في حب الاطلاع على مجريات الأمور وتتبع الأحداث، لقد كان مدركًا أيضًا أن الإنسان لا يشبع من مجرد معرفة الشيء، ولكنه يدور في مخيلته الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة من المسؤول، وكان يدرك أيضًا أن رحلة البحث عن الحقيقة ليست رحلة سهلة ولكنها صعبة وفيها الكثير من التعب لذلك تحتاج إلى الصبر والتحمل، لذلك أخبره الخضر "وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا".
لقد كان جواب موسى عليه السلام "ستجدني إن شاء الله صابرًا ولا أعصي لك أمرا"، وهنا يتبين أن موسى عليه السلام كان مدركًا أيضًا أن العلم بالتصبر ابتداءً وبالعمل الدؤوب ثانيًا هو أساس طلب العلم وهو أساس رحلة البحث، وكان يدرك أيضًا بأن المُعلّم ما هو إلا بشرًا، وهو في النهاية يؤدي مهمة معينة في زمن معين في مكان معين؛ لذلك من حق المعلّم على تلميذه أن يكن له الاحترام والسمَع في رحلة البحث هذه.
رحلة البحث عن الحقيقة، والتمتع بجمال المعلومات التي يحتاجها الإنسان لا بد لها أن تمر ببعض المراحل لكي يصل الإنسان إلى ما يريد، أو لنقل لكي ينجز الإنسان ما يطمح إليه:
وهو أساس كل شيء في رحلة البحث، فالطريق طويل وشاق، والعقبات المحيطة بالإنسان كثيرة، وساعات الكسل والجمود تتربص بالإنسان وينتظر استغلال الفرصة.
وتحتاج رحلة التعلم الى الصبر الذي لم يكن في شيء إلا زانه، الصبر الواعي المبني على مزيد من تحمل عقبات الطريق. فالإنسان القادرً على تغيير أسلوب حياته وتعاطيه مع الأمور وفق ما تقتضيه مصلحة الوصول إلى ما يريد فإنه يسعى إلى احداث التوازن بين أمور حياته الشخصية ومتطلبات الحياة، وبين انهماكه في البحث عن إجابات أسئلته، فكلاهما ضروريان لمواصلة الطريق.
وكذلك يحسن الانسان علاقته بمن سيعينه على قطع الطريق، إحترام المعلم القدوة فيما يجب أن يحققه من نتائج رحلته،كما أنه من الضروري عند الخوض في رحلة البحث والرغبة في الحصول على إجابات لما يدور في رأس الإنسان أن يعي تمامًا بأنه لن يكون وحده من يسير في هذا الطريق، لذلك عليه في هذه الحالة أن يكون على قدر كبير من الالتزام بما سيتم تكليفه به من مسؤولية، بحيث يستطيع أن يحصل على ما يريد من معرفة وعلم، ولكن يجب الحذر هنا من أن يقع في مشكلة التسليم التام لكل ما يُعرض عليه، فلكل إنسان عقل يفكر فيه، ولكل إنسان طريقة في السؤال، لذلك على الإنسان أن يجتهد كثيرًا في إعطاء الاحترام لمعلميه وأن يكن ذا خلق كريم في طلب العلم وأن يسأل ويتحدث عما يدور في رأسه او يمليه واقع السؤال.
على الإنسان أن يتعلم في مدرسة النبي موسى عليه السلام عندما قطع وعدًا ألا يعصي أمرًا لمعلمه، ولكنه عندما شاهد ما ظنّ أنه شرًا أو ظلمًا للغير، فإنه تحدث وسأل ولم يبقَ صامتا لقد كان فاعلاً في محيطه ولكن بأدب المتعلم، فتجده يعتذر بقوله "لا تؤاخذني بما نسيت"، فلم تمنعه الأسئلة عن الاعتذار، ولم تمنعه رغبته وشغفه في معرفة مجريات الأمور والأحداث إلى قطع رحلة البحث، فالفائدة التي يريدها والإنجاز الذي يريد تحقيقه لم يتحقق بعد، فكيف يقطع الرحلة إن السمَع للمعلم لا يعني بالضرورة أن يبقى الإنسان صامتا عما يدور في مخيلته لأسئلته التي تحتاج إلى إجابة عليها، ولكن عليه أن يسأل بلطف لأنه يريد التعلم فكم من مشروع، وكم من سؤال، وكم من معرفة ضاعت مع كثرة الأحداث التي تمر على الإنسان بسبب استعجال النتائج، وكم من حدث انتهى بمجرد أن حصل الإنسان على شيء مما يفكر فيه، دون الوصول إلى الهدف المرجو فطريق البحث والتعلم طويل وهي اصعب واطول مرحلة في عمر الانسان؟وأن حصل على النتائج، فالثمرة التي يتم قطافها قبل نضجها تفقد حلاوة الطعم.
فالانجاز كذلك، لا يحدث إلا إذا كان في ووقته المناسب، وبعد سعي دؤوب، وقد أدرك مبكرا موسى عليه السلام عندما طلب منه الخضر الصبر على النتائج فقال له"فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لكَ منه ذكرا".تقبل موسى عليه السلام الإجابة، ولأن الخضر يعلم بأن الإنسان لا يصبر طويلاً، فلم يُطل طريق البحث،حتى بدأ الخضر في شرح ما قام به لموسى عليه السلام وإعطائِه العلم والخبر اليقين.
فالطبيعة البشرية لا تستطيع التحمل فترة طويلة للوصول إلى الإنجاز،كما أنه على المسؤول ألا يُبقى المواطنين لفترات طويلة دون الإجابة عن أسئلتهم التي تدور في خلدهم.
فاليوم نحن بأمس الحاجة إلى النماذج القرآنية، نموذج الخضر المسؤول بيننا، ونحتاج إلى نموذج موسى بيننا، نماذج في القدوة المسؤولة، ونموذج طالب المعرفة المؤدب والذكي.








طباعة
  • المشاهدات: 8194
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-04-2022 02:21 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم