23-04-2022 10:33 AM
بقلم : الدكتور علي الصلاحين
من الطبيعي جدًا أن نجد في عقول البشر الكثير من الأسئلة عن الأخبار والأحداث المحيطة بهم، وذلك رغبة منهم في أن يعرفوا تفاصيل هذه الأحداث وإمكانية التنبؤ بما يمكن أن يحدث مستقبلاً، إن كثرة الأسئلة في ذهن الإنسان وعقله تجعله يبحث عمن يروي شغفه في الحصول على المعلومات والأجوبة التي يريدها، فيبحث عمن يعتقد أنهم أكثر منه علمًا ومعرفة.
إن هذا بالضبط ما يحدث مع المواطن العربي، فمع الأحداث المتكررة والكبيرة التي يمر بها الوطن العربي وكثرة الأخبار التي تطل برأسها يوميًا من هذه البلاد عبر الشاشات والفضائيات؛ تجعل في ذهن الإنسان العربي الكثير من الأسئلة عن تفاصيل هذه الأحداث، ولماذا يحدث كل هذا الأن؟! وما هو المستقبل الذي ينتظر الأمة العربية؟
ومالسبيل لإيجاد نموذجًا سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا من خلال قراءة التجارب المحيطة بالبلاد العربية؟ وغيرها الكثير الكثير من الأسئلة الملحّة في عقل ووجدان المواطن العربي والتي تحتاج إلى إجابات واضحة أو تصرفات واضحة من القائمين على أمر هذه البلاد والعباد، إن كثرة الأسئلة لا تعني بالضرورة التمرد على الواقع، ولا تعني أبدًا بأن هناك مؤامرة تحاك على أصحاب القرار أو لإحداث "البلبلة" بين الناس، بل على العكس، كثرة الأسئلة والحاجة إلى الأجوبة تعني بالضرورة زيادة في وعي العامة ومؤشر على أنهم جديرون بالمسؤولية، إن الخطأ الجسيم الذي يمكن أن يقع به المسؤول في البلاد العربية هو ترك صاحب السؤال والاستفسار بلا توضيح أو إجابة حقيقية لما يحتاجه، هذا يعني أن يتركه فريسة لغابة الشائعات والأخبار الموجهّة، وأرضًا خصبة للآخرين ليملأوا فراغ فكره بما لا يحمد عقباه.
إن حب الحصول على المعلومة، والسبق الصحفي في معرفة الأمور والأحداث، والرغبة في زيادة المخزون المعرفي والثقافي من أولويات الأمور عند الفرد، ففيها تعزز ثقة الانسان بنفسه أكثر، ويستطيع أن يكون أكثر فائدة لنفسه ووطنه.
إن هذه الثقة أمر يجب تعزيزه، ولكن مع الحذر من أن تَبني هذه الثقة جدارًا حول نظر الإنسان، فيصبح لا يرى إلا ما يراه هو، ولا يسمع إلا ممن هم محيطين به، ولا ينطق إلا بما يمليه عليه غيره، وأن تصل بالإنسان إلى أن يتقوقع على نفسه دون النظر إلى اختلافات الأمور، ودون النظر إلى خبرات وتجارب الآخرين والتي ربما يكون فيها إجابة لكثير من أسئلته.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-04-2022 10:33 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |