حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3441

" تَخيَّل " كلمة ذات معاني ودلالات

" تَخيَّل " كلمة ذات معاني ودلالات

"  تَخيَّل "  كلمة ذات معاني ودلالات

24-01-2022 10:32 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يوسف رجا الرفاعي
ليس في مقالي هذا تَطَرُّقٌ الى أمرٍ ديني او سياسي
فَلَمْ يعد احد يُصدِّق الكذبة التي كانت تُرضيه
ولم يعد يُكِّذِّب الحقيقة التي كانت تُغضِبُه ،
وحديثي في مقالي هذا هو حديث ربما يراود أحلام الشباب كما يراود احلام اصحابي وكل اصحابي شبابا ، وأخص الشباب الطامحين اصحاب الفكر السوي الذين يبحثون عن تأمين مستقبلهم ويبحثون عن تحقيق احلامهم المشروعة في تكوين بيت يضم زوجة وابناء واحلام تكبر معهم ويسعون لتحقيقها ، وحديثي هذا ليس من نسج الخيال او انشاءٌ وتعبير ، انما اقول ما رأت عيني وسمعت أُذني فكما يقال
" ليس بعد العين أين "

صديقي الشاب رجل الاعمال السعودي طلب من صاحبنا الذي اصطَحَبَنا بسيارته في جولة بمدينة دبي ، المدينة التي لا يوجد بها شِبرٌ واحدٌ من الارض عادي ، فكل ما في دبي استثنائي ،
وعلى تقاطعٍ مُبهِرٍ لشبكةٍ من الجسور العملاقة التي يتم انشاؤها وتدشينها والسير عليها بزمن قياسي مذهل ،والتي تُشعِر الزائرَ والمقيم ان انشائها اسهل من تركيب جِسرٍ من الليغو يبنيه الأطفال ذوو العشرة اعوام واقل ،
في قلب دبي النابض وقفنا ننظر في كل اتجاه على أحياء كانها لوحات أشبه باللوحات الزيتيه ، ولكن الحياة والحيوية التي تَغمُرها تُخبرنا باننا نقف على حقيقة وليست خيال او رؤية وهميه .

في وسط هذا المشهد والمنظر الساحر الجمال ، وبلا مُقدمات إذ بصديقي الشاب رجل الاعمال يقول لي ، تخيَّل ،،، قلت ماذا ! قال ، تخيل ان هذا الذي تراه الآن ، ستراه قريباً جداً في المملكة العربية السعوديه وباكثر من مكان ،،قالها قول الواثق المطمئن .

دبي نموذج للحياة المعاصرة المتطورة المواكبة لكل المتغيرات ، من تكنولوجيا وانماط حياة متعددة الجوانب ، ذات بنية تحتيه قابلة للتعايش واحتضان كل مستجد مؤثر في حياة الناس هناك ،
ميزةُ دبي انها قادرة على استيعاب كل هذا وزياده ، ولكنها لا تستوعب العاطلين عن العمل ، فهي نموذج ديناميكي به كل ما يمكن ان يحلم به الشباب وكل الفئات من الاعمار ، تتعامل بالقبول والايجاب لمن يُقدِّمُ جهداً وعملاً ، وهي موطن لاصحاب التميز والابداع في كثير من نواحي الحياة المعاصرة التي ينشدها اصحاب الاهداف النبيلة التي يرجو تحقيقها كل صاحب عقل متزن معقول .

لا اعلم إن كان للشباب حيثما كانوا اهداف غير الاهداف النبيلة والغايات الساميه يعملون على تحقيقها ،ليكونوا بناة مستقبل لحياة كريمة فاضلة مرتكزها صلب متين قائم على ثوابت من المكارم والاخلاق والعزة والكرامة والاباء والنهج القويم ،
فعندما تتوفر لهؤلاء الحالمون الطامحون الطامعون كل الاسباب الموصلة الى تلكم الاهداف ، برأيك ايها المشكور على قراءتك لهذه السطور ، كيف ترى مجتمعاً قد أصبحتْ فيه كل الاحلام والامال ممكنه؟

قبل جائحة كورونا مباشرة كنت في دبي وشدَّني منظرٌ غير عادي حيث الالاف من الرافعات العملاقة ممتدة على مساحات شاسعة جداً إبتداءً من وسطها الى الاطراف في كل الجهات ، لم يكن منظراً عادياً على الإطلاق وكل ما كان يجول في الخاطر هو متى تنتهي ! ومن ساكنيها !

" تخيل " عدت منذ ايام الى هناك ولم ارى سوى عدد قليل من تلك الرافعات وقد نُقِلَ اغلبها الى اماكن اخرى ، ورأيت كل الاماكن التي كانت منصوبة فوقها تعج فيها الحياة بأولئك الذين يفيقون باكراً للذهاب الى اعمالهم ورايت الورود والاشجار والازهار تُزيِّنُ المكان ورأيت الحدائق المليئة بالاطفال كلٌ يمارس هوايته على لعبة يختارها بالمجان ، لا ينافسه عليها احد ، فكلٌ يجدُ ما يريد ،
" تخيَّل" كل هذا حقيقة ، ليست بالخيال .

عودة الى صديقي الذي يُنفِّذُ اعماله بطاقته القصوى ويقول انه لا يجد متسعاً من الوقت ليلتقط انفاسه فهناك الكثير من المشاريع التي تنتظره إما للمباشرة بالتنفيذ او للتسليم النهائي لمشروع ، وهو في مرحلة من مراحل توسيع انشطة مؤسسته ذات السمعة الطيبه والعمل المميز تنفيذاً ونوعاً وادارة ،
ويقول ان الوقت ينفذ بسرعه فالعام ٢٠٣٠ أصبح قريبا والتنفيذ على الارض على قدم وساق وقد تم تنفيذ مراحل الى الان بالمليارات وان الخطط والمشاريع التي تُقدَّر عند الانتهاء منها بتريليونات هي الان حقيقة على الارض وليست امنيات .

لا يخفى على احد ان العالم بلا استثناء قد دخله ذلك الفايروس السيء النشئة والسمعة والفعل ،
ولكن التمايز بين دول العالم كلها في الطريقة التي تعاملت معه بها ، فمنهم من انجز وخطط وعمل
ونَفَّذَ كل ما من شأنه ان يبقي الأوضاع في دولهم منيعة قادرة على البناء دون توقف رغم وجود هذا الفيروس الذي اتخذته ايضا كثير من دول هذا العالم ذريعة للفشل والجمود والاحباط واصبحت بيئات ليست صالحة للفيروس فقط بل شَرَّعت الابواب لكل ما من شأنه ان يجعل للفاشلين مرتعاً يعيثون فيه فساداً يوازي فشلهم .

جميل ان يكون لدى الشعوب ارقام يتداولونها كما يتداول الناس العملات في البورصات ، والاجمل عندما يرى الناس ان الامر ليس بالوعد ، فَيَمُر العام تلو العام ولا تَقَدُّم للأمام ، جميل حين ينشغل الشباب في بناء احلامهم على خطط خمسية او عشرية ولو كانت بسيطة ولكن واقعيه .
لأن الوعي عند الناس كبير ، فلا يُطلب الا المستطاع ودوماً هناك امكانيات في كل مكان على هذه الارض والبطولة في حسن استغلال الامكانات ولو كانت متواضعه ، فليس كل العالم فنلندا أو السويد .

كم صعبة هي الحياة عندما تُمضي من العمر سنين وانت تحلم وتكتب بينك وبين نفسك الامنيات ،
وتراكم الأحلام بعضها فوق بعض ، ترسم وتخطط وتعمل وتنجز وتبني ثم تبني بلا كلل او اكتفاء ، وتُحَلِّقُ بعيداً في رسم حدود طموحك الذي يطاول السماء ، ثم تصحو بعد هذا الذي بنيت واعليت وانجزت واتممت من آمال وامنيات ! وإذا بصوتٍ ياتيك من بعيد يَطلُبُ منك سداد الدين الذي عليك منذ سنين،فتلتفت اليه لتعلم انما انت بِحلمٍ زائفٍ تلاشَت معه بِطرفةِ عينٍ كل احلامك والامنيات .
" تخَيَّل " !!!!!
يوسف رجا الرفاعي


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا









طباعة
  • المشاهدات: 3441
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-01-2022 10:32 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم