حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,27 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10539

الأردن بعد رحلة واشنطن

الأردن بعد رحلة واشنطن

الأردن بعد رحلة واشنطن

09-08-2021 04:07 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : داود عمر داود
رسائلُ مُتعدّدةٌ، غاية في الأهمية، تمخضت عنها رحلة الملك عبد الله الثاني إلى واشنطن، مفادُها أن مكانة الأردن في المنطقة قد صعدت، وأنه أصبح مؤهلًا ليلعب دورًا إقليميًّا محوريًّا، بعد حالة التهميش التي عانى منها خلال إدارة دونالد ترامب. المؤشّرات على ذلك جاءت من سياق الأحداث ومن طبيعة برنامج الزيارة، ومما رشح من المُحادثات، ومن مضمون التصريحات الصحفيّة.

تأهل الأردن لدور جديد

عانى الأردن كثيرًا من عدم إعطائه الأهمية خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بسبب رفض عمّان (صفقة القرن) التي كان وراء تدبيرها جاريد كوشنر، صهر الرئيس. ومع مجيء إدارة الرئيس جو بايدن اتخذت العلاقات الأردنيّة الأمريكيّة مسارًا مُختلفًا تمامًا. وكانت البداية مع توقيع الاتفاقية الدفاعيّة، أواخر شهر مارس الماضي، التي تُتيح للقوات الأمريكيّة استخدام الأراضي الأردنيّة، والمجالَين الجوي والبحري، وأطياف الموجات اللاسلكية، وغير ذلك من تسهيلات، منحت القوات الأمريكيّة حرية التحرّك دون عائق.

المجال العسكري

بدأت بعد ذلك إقامة المنشآت والتجهيزات التي جعلت من الممكن نقل بعض الموجودات العسكريّة الضخمة، من ذخائر وأسلحة، من القواعد الأمريكيّة في الخليج إلى الأردن. كما صاحب ذلك رفع القدرة الدفاعيّة للجيش الأردني، كان أبرزها التزوّد بدبابات (سينتارو) الإيطاليّة، في شهر مايو الماضي. تبع ذلك في يوليو صفقة صواريخ أمريكيّة مُضادّة للدبابات، ومنصات إطلاق صواريخ مُتطوّرة. هذا، بالإضافة إلى السعي المتواصل للتزوّد بكافة أنواع الأسلحة والمُعدّات لرفع الجاهزية القتاليّة.

الدور الوظيفي

في سياق هذه المُستجدات يبدو أن الدور الوظيفي للأردن على وشك أن يتغيّر أو قد تغيّر، وهو الذي كان يُنظر إليه تاريخيًا على أنه (منطقة عازلة) بين إسرائيل وباقي الجسم العربي في المشرق. أما الدور الجديد فعلى الأرجح أن يقوم الأردن بالدور الذي كانت توصف إسرائيل بأنها تقوم به، ألا وهو (أكبر حاملة طائرات أمريكيّة). ويمكن أن يُبنى على هذا الاستنتاج- إن صحّ- أن يتم تهميش دور إسرائيل الإقليمي، وبالتالي الاستغناء عن خدماتها مُستقبلًا. إذ إن قيام الأردن بهكذا دور سيكون مقبولًا أكثر في المُحيط العربي، وهذا ربما كان أحد أسباب التغيير، إضافة إلى جملة أسباب أخرى، أهمها أن الثقة الأمريكيّة في الحليف الإسرائيلي قد اهتزت، أو ربما انعدمت، في السنوات الأخيرة.

الهدف

وتشير الدلائل إلى أنَّ الجهود المبذولة أمريكيًا تنصبّ الآن على إعادة تأهيل الأردن سياسيًا واقتصاديًا، وأمنيًا، وعسكريًا، ليكون قادرًا على القيام بدوره الجديد، لتصبح عمّان عاصمة الإقليم، بلا مُنازع، واليد الطولى والقوة الضاربة، التي يمكن أن تُساهم في ضبط الإيقاع في المنطقة، خاصة بعد اكتمال الانسحاب العسكري الأمريكي من الشرق الأوسط، في الشهور القادمة. ومن هنا يمكن فهم السياق الذي جاءت ضمنه الرحلة الملكيّة إلى واشنطن.

قرار التغيير

حدث هذا التغيير، في أروقة الحكم في واشنطن، بعد أن أثبتت لها الأيام فشلها في الاعتماد على أطراف أخرى في المنطقة، أبرزها إسرائيل، التي ارتكبت عبر السنين الحماقة تلو الأخرى، ثم الخيانة العظمى بحقّ أمريكا، عندما أفشلت حلّ (الدولتَين) الأمريكي، وقامت بتسريب الأسرار والتكنولوجيا إلى الصين، فخسرت بذلك مكانتها ك (أكبر حاملة طائرات أمريكيّة) وأكبر قاعدة عسكرية في الخارج، وربما خسرت مع ذلك موجبات البقاء ككيان.

إسرائيل تهدّدها حرب أهلية

وقد شكك الملك عبد الله الثاني، في مُقابلة له مع شبكة سي إن إن، بمصداقية إسرائيل كدولة وباستقرارها وبمُستقبلها. ووصف شعور قادة إسرائيل بتفوّقها الاقتصادي، وبأنها أصبحت قوة إقليميّة وربما عالميّة في مجال التكنولوجيا، بأنه زائف جدًا، وادعاء واهٍ، غير حقيقي. وذكر أن الحرب الأخيرة على غزة كانت مُختلفة عما سبقها، إذ اندلعت خلالها حربٌ أهلية بين عرب الداخل والإسرائيليين، لأوّل مرّة. وقال: إن ذلك كان بمثابة تحذير (أو جرس إنذار) للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء. وحذّر من أنه إذا لم يتم تحسين الظروف المعيشيّة للفلسطينيين، فإنهم سيفقدون الأمل، وستكون الحرب القادمة أشدّ ضررًا.

خلاصة القول: هل خسرت إسرائيل مكانتها؟

أما وقد خسرت إسرائيل موقعها المميّز والمُفضل، في الوجدان الأمريكي، فهي في طريقها لأن تصبح دولة ثانوية مُهمّشة، بعد أن كان يُنطر إليها على أنها قلعة الغرب المُتقدّمة في المنطقة وحليفه المُدلل. وتعود هذه الخسارة الفادحة لإسرائيل إلى العقلية والطباع التي جُبل عليهما قادتها من غدر، وضلال، وطيش، وتهوّر، وعُنجهية، وتكبّر. وفي ضوء هذا يبرز تساؤل مهم: هل ستؤدّي خسارة إسرائيل ثقةَ الحلفاء الغربيين، وفي مقدمتهم حليفها الأقوى الولايات المُتحدة، إلى استعجالها الخطى نحو مصيرها المحتوم في الزوال، آجلًا أم عاجلًا؟


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 10539
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم