بقلم : انتصار ابراهيم ابو شريعة
ها نحن غير بعيد من امتحانات الثانوية العامة التي كان نصيب هذا الفوج من أبنائنا طلبة الثانوية العامة أن يتلقوا تعليمهم عن بعد في الوقت الذي كانوا فيه بأمس الحاجة لأن يكونوا داخل صفوفهم ومع معلميهم وجها لوجه، وقد حاولت وزارة التربية والتعليم جاهدة أن تستثنيهم من قرار التعليم عن بعد الا أن الوضع الوبائي جراء جائحة كورونا حال دون الاستمرار في ذلك .

وبالرغم من معاندة الظروف الا أن الوزارة عملت وبكل إمكاناتها خلال الأشهر الماضية لإيلاء الثانوية العامة جهودا مضاعفة واستثنائية نظرا لحساسية هذه المرحلة وارتباطها المباشر بمستقبل فوج كان من أكثر الذين تضرروا من هذه الجائحة ناهيك عن طلبة الصفوف الثلاثة الأولى ايضا وليس ذلك انتقاصا من حقوق بقية الطلبة في الصفوف الأخرى الا أن بداية مرحلة التعليم المدرسي ونهايته يحمل خصوصية أكبر .

وعودة الى جهود وزارة التربية والتعليم فيما يتعلق بتيسير الأمور على طلبتنا بدءا بالمادة الدراسية وتكثيف جهود القائمين على المنصة التعليمية الخاصة بالوزارة وانتهاء بتجهيز البيئة الآمنة صحيا والبنية التحتية اللازمة لذلك وتكثيف الزيارات التفقدية للميدان التربوي مدعمة بالتوجيهات والخطط التنفيذية اللازمة وتوفير كافة الموارد البشرية والمادية الكفيلة بسد كافة التغرات التي فرضتها الجائحة بتبعاتها الكثيرة سواء أكانت التبعات أكاديمية ام صحية أم نفسية أم غيرها .

وقد حرصت وزارة التربية سابقا وحاليا على تهيئة كل الظروف الكفيلة بسير الامتحان سيرا سلسا والتخفيف من حدة التوتر التي ترافق الطلبة وذويهم عادة جراء رهبة الامتحان والذي ازدادوا فيه توترا وقلقا أيضا تبعا لهذا الظرف الاستثنائي الذي أحدثته الجائحة .

لذا رسالتنا لأبنائنا الطلبة للاستعداد الجيد والاطمئنان للإجراءات الناظمة للامتحان من قبل الوزارة وليكونوا على يقين بأن كل هذه الاجراءات تصب بمصلحتهم وبما يضمن تقديمهم للامتحانات بطريقة مريحة وآمنة .

ورسالتنا لأولياء الأمور بأن يكونوا عونا لأبنائهم في هذه المرحلة بالدعم والتشجيع والبعد عن القلق والتوتر وتهيئة البيئة الأسرية المحفزة وبإبعادهم عن كل ما من شأنه تشتيت جهودهم وإرباكها كاللجوء الى أكثر من مصدر لاستحضار المعلومات أو مراجعتها بهدف مساندة الطالب، ومنحه الثقة بقدرته على تقدير وتحديد احتياجاته تجاه مواده الدراسية ومنحه الثقة أيضا بقدرته على تجاوز هذه المرحلة بالنجاح والتفوق .

كما نتمنى على أبنائنا الطلبة تكثيف الجهود خلال الأيام القليلة القادمة للوقوف على الثغرات التي تظهر لهم أثناء المراجعات وتفاديها بالتركيز وبذل المزيد من الجهد وضرورة الرجوع لأسئلة الدورات السابقة والإجابات النموذجية للتعرف على أنماط الأسئلة وإجابات وآلية التصحيح الوزاري فكثير ما كنا نسمع من طلبتنا خسارتهم لبعض العلامات نتيجة عدم فهمهم للسؤال أو عدم معرفتهم بطريقة الإجابة النموذجية رغم توافر المعلومات لديهم ،
ورسالتنا لمعلمينا أيضا بأن يكونوا بين أبنائهم الطلبة خلال الفترة القادمة بالدعم المعرفي والنفسي الذي هم بأمس الحاجة اليه وكثيرا ما كنت أصادف خلال عملي الميداني بالثانوية العامة زملاءنا من المعلمين والمعلمات بين الطلبة خارج أسوار المدرسة قبيل الامتحان لدعم الطلبة ومساندتهم وبث الطمأنينة في نفوسهم .
ورسالتنا الأخيرة لزملائنا القائمين على امتحان الثانوية العامة بالعمل بالحس الأبوي والأمومي ، فهؤلاء أبناؤهم الذين حضنوهم اثني عشر عاما وما بقي الا حصاد الثمر ،فكم من الطلبة من خسر امتحانه نتيجة توتره أو نتيجة كلمة او تصرف عابر غير مقصود من مراقب او رئيس قاعة ،
وأخيرا
كونوا أبناءنا الطلبة على يقين بأن كل تعليمات وزارة التربية واجراءاتها أثناء الامتحان تصب بمصلحة الطالب و يكون الطالب فيها هو كفة الميزان الراجحة .
مع كل أمنيات النجاح والتفوق اتمناها لكم .
بقلم المستشار التربوي
انتصار ابراهيم ابو شريعة

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا