16-02-2009 04:00 PM
سرايا -
سرايا - حالة من الوجوم سادت بين الحاضرين في العرض المخصص للصحافة من فيلم « help » للمخرج مارك ابي راشد¡ الذي لم يفته تذمر الحاضرين¡ فانسحب من مؤتمر صحافي كان سيعقد بعد الفيلم بدعوة من المنتج المنفذ باخوس علوان. أما حالة التذمر فتبدأ من الغموض الذي يغلف الفيلم ولا تنتهي عند مشاهد الجنس والعري غير المبرر في السياق الدرامي للعمل.
فقد افتتح علوان العرض بالحديث عن الصعوبات التي واجهها فيلمه الذي تمنّعت وزارة الثقافة¡ الغائبة الأكبر عن حفل الافتتاح¡ عن دعمه بحجة عدم وجود ميزانية في الوزارة¡ متمنياً على النقاد عدم التساهل في حق أي هفوة في الفيلم الذي يضم مجموعة أبطال يمثلون للمرة الأولى¡ باستثناء جوانا اندراوس التي لعبت ادواراً بسيطة في فرنسا¡ قبل ان تقرر العودة الى لبنان في اجرأ دور قد تلعبه ممثلة لبنانية.
علي مراهق يعيش في هيكل سيارة قديمة في باحة قطع للسيارات¡ يتعرف بمحض الصدفة إلى مومس (ثريّا) تعيش مع «جانو» المثلي الجنس¡ وتنشأ بينهما علاقة حميمة تنتهي بأن تستخدمه ثريا أداة للانتقام¡ بعد ان تحميه من نزق رفيقها في السكن¡ وتجنبه الخوض في أعماق حياة الليل¡ هو الذي اختبر الحياة من أزقة الأحياء التي اعتاد ان يسرقها في وضح النهار ليسد رمقه.
يتقاطع السيناريو مع قصة سائق تاكسي (مارون) الذي يلتقي بشبيهه (جاك) الغني المترف¡ وما يلبث ان يتبادل الرجلان الدور ليخر أحدهما صريعاً على مذبح ثأر لا علاقة له به.
مشاهد متقطعة¡ سيناريو مشوّش وحوارات مبتورة على شتائم لم تألفها أذن المتلقي في السينما العربية.
رسائل عدة أراد المخرج أن يحملها للفيلم¡ من مشكلة التشرد التي يجسدها الطفل علي¡ إلى حياة الليل ومثليي الجنس والعاملات في حقل الدعارة اللواتي يتعرضن للتصفية الجسدية لأنهن يعرفن أكثر مما ينبغي.
علاقة ملتبسة تنشأ بين ثريا ورفيقها في السكن جانو¡ يتقاسمان منزلاً واحداً¡ يتشاركان السرير مع رجل واحد في مشهد جنس جماعي لم تحذف منه الرقابة اللبنانية إلا الجزء اليسير على الرغم من جرأته ومشاهد العري التي تضمنها.
تتلقى ثريا التهديدات من أحد زبائنها¡ يحاول صديقها جانو حمايتها¡ يتدخل الطفل الذي اعتاد مجابهة اللصوص وقطاع الطرق وينقذها من براثن الموت¡ ولا يتردد في القتل وإن أخطأ الهدف¡ لينتهي الفيلم من حيث بدأ من دون أن يجيب عن تساؤلات تبدد الغموض القاتم.
قالت جوانا مدافعة عن نفسها:" هي تجربتي الأولى في السينما اللبنانية¡ وهي تجربة مختلفة عما سبق وقدمته في فرنسا¡ فقد لمست هنا حجم الصعوبات التي يواجهها الممثل بسبب ضعف الامكانات"... وت ابعت :" لم أتردد في قبول لعب دور المومس ثريا¡ فقد شعرت بأن الفيلم سيشكل اضافة إليَّ كما انه يكشف عن حياة الليل التي تعتريها الكثير من المشاكل".
وعن مشاهدها العارية في الفيلم قالت:" ما المشكلة ان اظهر عارية¿ هذه إحدى الضرورات الدرامية التي يحتمها الفيلم¡ لم اعرض جسدي لمجرد العرض¡ لعبت دور مومس تمارس الجنس¡ وكان من الطبيعي ان اظهر عارية".
وكان لافتاً وجود والدة جوانا إلى جانبها لحمايتها من اسئلة الصحافيين¡ ولترجمة بعض الاسئلة التي بدا عصياً على الممثلة المقيمة في باريس فهمها باللغة العربية¡ فقد اكدت والدتها انها لم تمانع ان تظهر ابنتها عارية في الفيلم قالت:" جوانا تعمل في مجال عرض الازياء وقد اعتدت على مشاهدتها بهذه الصورة¡ كما ان جسد ابنتي يشبه جسد فتاة مراهقة¡ ولم اجد ان الامر يستحق كل هذا العناء".
وعن شعورها ازاء التعليقات السلبية التي اطلقها بعض الحاضرين في الصالة على مشهد الجنس الجماعي الذي أدته ابنتها قالت:" كنت افضل الا تؤدي جوانا هذا المشهد¡ لكنها ممثلة واحياناً يتطلب الدور اداء مثل هذه المشاهد¡ وفي النهاية ابنتي تتمتع بالحرية لتقرر ما تريد".
وعن سبب عدم حضور النائب انطوان اندراوس العرض الاول لفيلم ابنته الاول قالت:" زوجي راض عن اداء ابنتي¡ لكنه كما تعلمين منشغل بالاعداد للانتخابات النيابية كما انه من ضمن الشخصيات المهددة¡ لذا فإن تحركاته قليلة وخاضعة لمراقبة امنية".
وعن احتمال تعرضه لحملة اعلامية قد تضعف حظوظه في الانتخابات بسبب دور ابنته الجريء قالت:
لا اريد الحديث في هذا الموضوع¡ فقد كان بامكان ابنتي ان تخفي هويتها¡ والا تظهر باسمها الحقيقي¡ لكنها فضلت عدم الهروب¡ لكن كما قلت لك لدى ابنتي الحرية لتقرر ما تريد.
اما المخرج¡ فقد اختفى بين جموع الحاضرين الذي خرجوا من الفيلم وبعضهم يطرح تساؤلات عن جدوى عرض افلام كهذه لا تحمل في جوهرها الا فكرة واحدة¡ صدم المشاهد لأهداف تجارية بحتة.
الفيلم ممنوع لمن هم دون الثامنة عشرة¡ وقد بلغت تكاليفه 200 الف دولار اميركي فقط¡ وهي كلفة تصوير فيديو كليب.. يبدأ عرض الفيلم امام الجمهور في 19 فبراير الجاري في صالات بيروت¡ ويبدو وصوله الى العالم العربي شبه مستحيل مع المشاهد الجريئة التي اذا ما اقتطعت من الفيلم يبدو من دون معنى.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-02-2009 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |