حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10725

المشاركة بتشويه صورة الإسلام

المشاركة بتشويه صورة الإسلام

المشاركة بتشويه صورة الإسلام

29-02-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 

بالرغم من ردة الفعل الإسلامية بعد الرسوم المشوهة لصورة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أعادت الصحف الدنمركية الرسوم التي تستهزئ بأعظم شخصية وأكثرها قدسية لدى أكثر ما يزيد على مليار مسلم يحتلون نسبة عالية من سكان قارتين ،وتواجد كبير في باقي القارات ،وعلى ما يبدوا أن كل ردود الفعل التي ظهرت في المرة السابقة إن كانت على طريقة الشيخ يوسف القرضاوي بإقامة المظاهرات ومقاطعة كل المنتجات الدنمركية وردود فعل على مستوى الحكومات والهيئات أو اعتراض فكري تنسيقي وإقامة ندوات تعريفية بالإسلام كما أراد الدعاة عمرو خالد وعلي الجفري . إعادة الرسوم لم تأت هذه المرة خوفا من "الإرهاب الإسلامي " وتعبيرا عن رفض مد الجهاد لدى المسلمين بل انتصارا للرسام الدنمركي بعد إشاعة عن محاولة قتله أي أن الصحف الدنمريكية أعادت إهانة أهم شخصية في الدين الإسلامي كله من أجل الرسام ، وطبعاً كل ردود الفعل لن تؤثر لأن إعادتها أثخنت الجرح أكثر فقد كنت أتوقع أنهم رسموا تلك الرسوم لفهم خاطئ أو لجهل في فهم تركيبة الدين الإسلامي ولكن إعادتها بعد كل ما ظهر من غضب وتوضيح يظهر أننا ومقدساتنا ليس لها أدنى قيمة وقد تكون هذه البداية سيما أنهم عرفوا ماذا يؤثر في المسلمين . ليس هناك سوء فهم أو إشكالية في التوضيح ، وليست أصلاً هذه توابع العلمانية الملحدة أو نتاج الليبرالية المفتوحة فقط ، بل نتيجة شراكة عربية غربية في مهاجمة الإسلام السياسي بسبب حفنة قليلة من الجهاديين ، وهذا ليس حكراً على الغرب بل لعبت الكثير من الجماعات العربية دوراً كبيراً فيه، عندما شملت الدين بأعمال هؤلاء ، مستغلين خلاف فكري وأيديولجي مع الدين بعمومه وشعبيته في الشارع العربي دون أن ننتبه إلى الوجه الآخر وندافع عنه ونبينه ونمنع تمثيل فئة قليلة له . بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تحديداً صار لدينا سياستين ،الأولى الغربية وتحمل في كل تفاصيلها الهجوم على المسلمين وإظهار صورتهم على أنهم وحوش و يريدون سفك الدماء الغربية ،وتم تعميم نموذج القاعدة على أنهم صورة حقيقية فكريا وعمليا لكل مسلم ، و النموذج الأفغاني الطالباني كجغرافيا للواقع الإسلامي من حيث تخلف البيئة وإجبار الناس على تربية اللحى وارتداء الثوب ،وعدم تعليم النساء خوفا عليها من الاختلاط"وللأسف هذا ما حصل في التجربة الطلبانية". في المقابل تعامل المسلمون مع الغرب لا بسياسة الدفاع وانكار هذا إنما بسياسة الذل والترجي والاسترضاء وكأنهم عبيداً خالفوا السيد الغربي . مما عزز أمام الشعوب الأوربية أنهم أمام حرب دينية وليس اقتصادية استعمارية شاملة وأن العرب يبررون واقعا وليس تطرفاً. الحكومات العربية القومية والثورية تحديداً شنت حروبا ضاربة ضد الإسلاميين وكانت تبر ذلك إعلاميا بأنهم خطراً على الأمن والحياة المدنية وهذا ما كان يصل الغرب بأن الإسلاميين العرب قتلة حتى ضد دولهم . الشعوب الأوربية عموماً لها ذكرى سيئة مع كل ما يربط بالدين لذا ينبثق الإرث الفكري للعقل الغربي إن كان يسارياً أو علمانيا أو ليبراليا –يؤمن بأحقية المسلم – يشعر بالخوف من العودة إلى الدين وأن ذلك يؤدي إلى رجعية . لذلك ظل الغرب شعوبيا يعرف عن الإسلام الصورة المشوهة لنا ،وإذا فرضنا لماذا لم يراقبوا المسلمين المغتربين هناك، فأجيب أن معظم المغتربين العرب والمسلمين ذهبوا للرزق وتأثروا هم بالمجتمعات الغربية بدل أن يؤثروا هم في تلك المجتمعات، أما الذين تمسكوا في الدين فقد حملوا المذهب السلفي على الأغلب وكانت نساؤهم يرتدون الخمار وهم يرتدون الأثواب القصيرة "الدشداش" فظن الناس في الغرب أن المرأة أسيرة في الخمار وأن الرجل بدائي متوحش خاصة مع عدم توعية في الفقه الإسلامي ولماذا ترتدي المرأة الحجاب . والعرب الذين أصلا أضاعوا الاهتمام الثقافي وماهية علاقتهم مع الآخر كانوا عاجزين عن نشر توعية للفكر الإسلامي والسماحة الإسلام وتنوير المجتمع الغربي. يجب أن يجتمع العلماء ويدرسوا معالجة هذه الظاهرة الخطيرة وعدم رميها في ملعب الشارع، وقد يظهر أن ردود الفعل الكثيرة تجعلهم يملكون سلاحاً قويا لاستفزازنا ، لذا يجب أن نتدارك الأمر ونحاول أن نتعامل بعقلانية ،لا بعاطفية فلم يكن يعرف كتاب آيات شيطانية قبل أن يحكم الخوميني علي مؤلفه سلمان رشدي بالإعدام ليصبح الكتاب أكثر الكتب طلبا في المكاتب  


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 10725
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
29-02-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم