حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,7 مايو, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1211

إلى معلمتي ..

إلى معلمتي ..

إلى معلمتي ..

05-10-2020 08:48 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : جميلة عويصي السرحان
إلى معلمتي..
كتبت التربوية جميلة عويصي السرحان في يوم المعلم..

كم أتمنى أن أعود يوم يوماً إلى مدرستي الأولى ، مسروراً بحقيبتي المدرسية ومريولي الأزرق الجديد وربطة شعري البيضاء ودخولي للصف الأول ، خائفةً من دخول باب المدرسة ، أمسك بثوب أمي ، وعيوني تفيض بالدموع حيناً أمسحها وحيناً أنشجُ بالبكاء أريدُ أمي حينما تركتني في الصف مع بنات لا أعرفهم ، أما تلك المعلمة التي أمسكت بيدي وقالت لي : ( يا عيني شو هالشبرات الحلوات بدي اقعدك بأحلى درج يا صغيرتي) إنني أحبّكِ..

فلتضمينا يا صفوف الأول الابتدائي ، وأعيدينا إلى مقاعد حبّنا الأولى ولهفتنا للمدرسة والدّرس والحروف والطبشور ، أعيدينا أطفالاً نتسابق لنرسم وجه الشمس على السبورة مع طيور الحرية ، فيشرق معها وجه معلمتنا بابتسامةٍ تجعل من جدران الصف الصمّاء جمهوراً يردد معنا وأرضيته الإسمنتية مسرحاً ومهرجاناً ، ونحن نردد معها بصوت عالٍ وبكل فرح ( موطني موطني) فنسمع تلك الجدران تعيد ما نقول فنعيد بأعلى صوت مرةً أخرى وكأننا على أرض مسرحك يا عمان ويا جرش ..
فلتضمينا يا صفوف الأول الابتدائي ، لنعيد تشكيل الحياة من جديد ، ونؤدب أرواحنا ، ونرفع معلمنا على عرش القلب..
فلقد حدقتُ طويلاً في ملامحك معلمتي ، وأبهرتني أحاديثك ، وطريقة كلامك وخطك الجميل ، فأخذت بالهذيان وتقليدك ، فحفظت الدرس وأتقنت الشرح حينما طلبت مني الوقوف أمام الطالبات وشرح الدرس ، رغم أن دقات قلبي أسمعت طبقات اﻷرض وفضاءات الكون ، وفرح قلبي فرحاً لم يسعه الكون حين وقفتي وقلتي أنظروا لتكونوا هكذا..

نعم معلمتي أحببتك فعشقت الكتاب وتفوقت كما أنت ، فعدتُ يا معلمتي لمدرستي التي درجت أولى خطوات صغري فيها ، ووقفت كما كنت فتمثلتك بكل جوارحي ، حازمة في الدرس مستوفية الشرح ، حانية على تلميذاتي محبة لهن ، ومعززة للإبداع واﻹبتكار لديهن. وإنني اليوم معلمتي وقد تجذّر التعليم بأوصال روحي وتعلقتُ به ، ﻷفرح فرحاً كبيراً حينما أرى بنياتي الطالبات ، وأسعد بهن فتلك طبيبة وأخرى مهندسة وغيرها محامية ومعلمة وأم . ويزداد فرحي برسالة من إحداهن حين تقول :أحبك معلمتي.. وغيرها أم تعود إبنتها لتتلمذ على يديّ فتقبّلني اﻷم أمام إبنتها وتذرف الدمع وهي تقول :إنّها معلمتي وهي أمّك اﻵن ، فيرتجف قلبي لتلك الحروف ، فلتهدأي بنيتي فأنتِ في كنف قلبي..

وإننا اليوم يا معلمتي في هذا اليوم الطيب الذي نحتفي فيه بمعلمينا إننا لنُقبّل جبينكم عرفاناً بالجميل..
وإننا لنجددَ الهمّة والعزيمة ، فأقول لكلّ معلم ومعلمة هنيئاً لكم بهذه المهنة والتي تتعاملون فيها بأنقى مراحل حياة اﻹنسان ، فالطلبة الطلبة أعزائي ، فالعلم غذاء العقل ، وهو السبيل الوحيد لنا لرفعة أمتنا بعد تطبيق تعاليم ديننا الحنيف ، وهو النور الذي ينير الدروب من بين مغريات هذه الحياة التي نحياها اﻵن ، واﻷخلاق اﻷخلاق أعزائي وتهذيب الطِباع ، وخلق طلابا أكثر إبداعا في جميع مجالات الحياة في مصنعنا الصغير هذا ، لنُخرج إلى مجتمعاتنا أفرادا صالحين مبدعين.

وإننا نعلم أنه درب مليء بالعقبات ، أزماتٌ وتعلمٌ عن بعد وبرامج جديدة ، وأعداد كبيرة ، ودلال زائد للطلبة ، وما تطلبه اﻹدارات المدرسية من أوراق كتابية وخطط وتحضير وإمتحانات ، ورواتب متدنية مع ضنك الحياة ، لكن اعلموا أعزائي المعلمين أنه لا ذنب لنفوس طيبة هي بين أيدينا . وإن التحدي صعب جدا هذه اﻷيام ، فلا ينجح شيء في الحياة إلا بالمحبة والوداد والهمّة العالية ، فإن أحببناها أبدعنا وتميزنا ، ونحن بمثابة الوالدين لطلبتنا ، فلنخلع عنا آثار الحياة المضنية خارج أسوار مدارسنا ، ولنُلبس أنفسنا أجمل الحلل بإبتسامة الحياة ، وإننا لقادرون بإذن الله على جعل العالم مكانا أجمل .. فيا معلمتي هي رسالة وفاء لكِ ولكل من علّمني حرفاً ، وإنني بشوقٍ لرؤية معلماتي وتقبيل جبين العلم لديهنّ رداً للجميل ..


وأنتم أيّها المعلمون أنتم القلب وأنتم وجهُ الوطن ولونُ بشرته ، وزنوده السمراء والمجد المنتظر..

فتذكروا دومًا قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:
((إنَّ الله لا يقبَلُ منَ العمل إلاَّ ما كان خالصًا وابتُغِيَ به وجهُه)) .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 1211
برأيك.. هل يوسع الحوثيون نطاق ضرباتهم خارج البحرين الأحمر والعربي بعد تحذير الجماعة واشنطن من استهداف مصالحها بالمنطقة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم