بقلم : تهاني القطاوي

كَثُرَ تمدد وتغلغل بعض أصحاب المناصب وعبدة الكراسي الذين كانوا ينتظرون خلو ذلك الكرسي من صاحبه ليجلسو عليه ويستخدموا سلطاتهم على من لا يعجبهم ويقومو بشخصنة الأمور ويتسببون بأذية الموظفين الصغار كونهم يعتبرون أنفسهم كبار.

فعندما يتجرأ موظف صغير بالوقوف في وجه ظلمهم وتعنتهم يتفقون مع بعضهم البعض ويقومون بالإطاحة به لا بل فصله من العمل دون أي وجه حق ودون معرفة ما إذا كان هذا الموظف الصغير يعاني من ظروف مادية صعبة فلا وجود هنا لمخافة الله أمام أعينهم ونسوا أن قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق.

هؤلاء المتجذرين في مناصبهم وتصرفاتهم أيضا يقومون باستخدام صلاحياتهم بتوظيف أقربائهم وحتى من الدرجة الأولى فالأب يقوم بتعيين إبنه والأخ يعين أخيه والخال يعين إبن أخته والكثير على هذه الشاكلة.

تلك المؤسسات والدوائر هي ليست مزرعة تخول صاحبها باصطحاب من يأتي على مزاجه إليها فهي مكان عمل وليست مضافة للعزائم والمناسبات والولائم.

 
قديما جديدا تحدثت الغالبية العظمى من المواطنين في هذا الشأن إلا أننا لم نجد تغيير وأي تغيير الذي نتحدث عنه هنا إنه التغيير الذي يبدأ من النفس أولا فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

لذا يجب على الحكومة أن تلتفت إلى موضوع تعيينات أصحاب السلطة والصلاحية بتعيين مجموعة الأقارب لا بل من عائلة واحدة في ذات المؤسسة.