03-09-2020 10:03 AM
بقلم : سالم فلاح المحادين
يخجلُ البعض من الاعترافِ بنقاطِ ضَعفِهِم وخصوصًا مع التَّقَدُمِ في السِّنِ والانضمامِ لفئةِ الاربعينيين والتي يجبُ بحَسبَ ادعائهِم ان تترافقَ مع العِزَّةِ المُبالَغ بها داخل النَّفس والنُّضج الذي يجعلهم يظنونَ بانَّهُم لم يُخطئوا من قبل!
انا وبالضِّد مِما سبق اعتَقِدُ بانَّهُ وَجَبَ علينا ان نُخلِّف لمن هُم بعدنا بعضَ التجاربِ والخبراتِ التي قد تُسعِفهم لممارساتٍ حياتيةٍ افضل في الوقتِ الذي لم نحظَ نحنُ بآثارٍ مسعفةٍ في هذا الشان!
اعترافي اليوم يتلخصُ بحساسيتي الفائقةِ تجاه النَّقد، وتاثُري المُزعِج باراءِ الاخرين خُصوصًا ما تعلقَّ بالسَّلبياتِ التي يتفنَنُ البعضُ في رسمِها بقصدٍ او بلا قصد، هذا الخللُ ساهمَ كثيرًا في الحدِّ من طموحاتي وامنياتي وهوايتي التي احِب ألا وهي الكتابة، لطالما أفسحتُ المجالَ لوجهاتِ نظر الجميع _من يستحق ومن لا يستحق_ مضخمًا حجمها؛ فكانت عقبةً لأدائي، ولها أثرُها على مُحاولاتي المُستمِرةِ في التَّقدُّم والنجاح، الى ان وصلتُ الى مرحلةِ النُضج الكافي للمُضِيِّ قُدُمًا في رحلةِ الحرفِ دونَ التأثُرِ بالمُعَوِّقاتِ وبما يجعلني استفيدُ من الانتقاداتِ لغايات التَطُورِ فحسب.
إنْ كنتَ في افضلِ احوالِكَ لن يُحبُكَ الجَّميع، وإنُ كنتَ في أسوئها لن يكرهُوكَ أيضًا. فامضِ متشبثًا بحُلُمك ساعيًا دونما التفاتٍ مُكثفا لوجهاتِ نظرٍ قد تحمِلُ في بعضِها حقدًا لا يستوعبهُ نقاؤكَ، او احباطًا يحترفهُ بعضهم بلا رحمة، وقد تكونُ حجرَ بناءٍ إنْ كانت منطقيّةً.