حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1338

ارتفاع معدلات الطلاق ( أسباب وآثار وحلول )

ارتفاع معدلات الطلاق ( أسباب وآثار وحلول )

ارتفاع معدلات الطلاق ( أسباب وآثار وحلول )

13-07-2020 01:08 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سرهاب البسطامي

من سنن الله سبحانه وتعالى في الكون أن جعل التكاثر في الأرض سنة لإعمارها و حرص الإسلام على قيام الأسرة على المحبة والمودة والتعاون وهناك بعض الأشخاص من يرون أن الهدف من الزواج هو الشهوة الجنسية ومنهم من يرون أنه لبسط السيطرة والنفوذ ومنهم من يرون أنه عادة ومنهم يرونه وسيلة للعفاف ووسيلة للإنجاب قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (13) سورة الحجرات. وقال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون)} (21) سورة الروم.

ولكن قد يظهر من المشكلات ما يكدر ويعكر صفو الحياة الزوجية واستمرارها فيقع بين الزوجين التنافر والخصام فلا يبقى مجال للإصلاح ولا وسيلة للتفاهم والتعايش بينهما مما يستدعي إنهاء رباط الزوجية على نحو لا تهدر فيه حقوق أحد الزوجين بدلاً من بقاء الزوجية مع الشقاق والنزاع والكره والضغينة .

وقد شرع الإسلام الزواج لما يترتب عليه من فوائد للفرد والمجتمع، كما شرع الطلاق لما يترتب عليه من حلول لمشكلات وخلافات لا تتم إلا به. حيث جعله الله تعالى آخر الحلول عند حدوث الخلافات بين الزوجين واستعصاء حلها بشتى الطرق.

والمتأمل اليوم لواقع المجتمع والمتتبع لقضايا الأسر يلحظ أن حالات الطلاق انتشرت بشكل غير مسبوق ، حتى أن بعض الزيجات لا تستمر أكثر من شهر و بعضها أيام معدودة مما يدق ناقوس الخطر ليشير إلى مدى ابتعاد مجتمعنا عن الوعي و الفهم الصحيح لمفهوم الزواج و لمفهوم العائلة ، كذلك الجهل بأبسط قواعد المعاملة بين الزوجين و معرفتهما لحقوقهما و واجباتهما .

وسنتطرق إلى الأسباب التي أدت لارتفاع معدلات الطلاق بشكل كبير وسريع في المجتمعات العربية : يشهد العالم العربي خلال السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في نسب الطلاق ويرجع ذلك إلى عدة عوامل ومنها :

أولاً : سوء الاختيار : كأن يسيطر على عقل الرجل عند البحث عن الزوجة عامل الجمال فقط أو قد يبحث عن الجاه أو النسب أو طمعاً في المال ولا يضع أي اعتبار لعوامل أخرى فيبدأ الشقاق والخلاف ويبدأ التفكير في الطلاق .

ثانياً : عدم الوعي لدى الزوجين : وذلك لقلة خبرة كل منهما في الحياة الزوجية وعدم إعداد الرجل والفتاة من قبل الوالدين وتعريف كل منهما بدوره ومسؤولياته داخل الأسرة واتجاه الطرف الآخر .

ثالثاً : الندية : فالزوجة تحاول أن تكون نداً لزوجها وبالتالي تحدث المشكلات التي قد تصل إلى الطلاق .

رابعاً : عدم التوافق بين الزوجين : ويشمل ذلك التوافق الفكري وتوافق الشخصية والطباع والانسجام الروحي والعاطفي .

خامساً : فرق العمر : إذا كان فارق العمر كبير فإنه سيؤثر سلبياً لأن الإنسان يختلف تفكيره بكل مرحله من حياته .

سادساً : تدخل الأهل : إن تدخل الأهل في كل صغيرة وكبيرة بين الأزواج وكشف ما يدور بينهما وعدم حل المشاكل بصورة ايجابية سبب رئيس في الطلاق السريع .

سابعاً : الإسراف والتبذير : خاصة في حفلات الزواج مما يحمل الزوج ما لا طاقة له به ثم يكون مرهقاً بالديون فتتراكم عليه المشاكل وطلبات الزوجة مما يكون سبباً في طلاقها ..

ثامناً : بخل المشاعر من قبل الزوجين : البخل ليس في الأمور المادية فقط بل البخل في العواطف والمشاعر .

تاسعاً : انعدام المودة والرحمة والاحترام المتبادل بين الزوجين : إذ يجب أن لا تكون علاقة المودة والاحترام المتبادل من جانب واحد فكما على الزوجة أن تطيع وتحترم وتتحمل زوجها على الزوج أيضا أن يحترم ويتحمل زوجته .

عاشراً : سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي : يزيد الفجوة لتوتر العلاقات بين أفراد الأسرة أولاً وما بين الكثير من الأزواج، ويهدد الاستقرار الأسري ويمزق أواصر التواصل بين جميع أفرادها، ويؤدي إلى تجمد العواطف، وتزداد درجة العصبية في التعامل في ما بينهم، وتزيد نسبة الخلافات الزوجية، وبالتالي قد تنتج أنواع جديدة من الخيانة الزوجية كالخيانة الالكترونية وما يترتب عليها من أمراض نفسية..

آثار الطلاق على الأسرة والمجتمع: إن للطلاق نتائج اجتماعية ونفسية خطيرة على الأسرة والمجتمع بشكل عام ومنها :

أولاً : آثار الطلاق على الأسرة : تدمير لحياة الوالدين و لحياة الأبناء أيضا , و التأثير الأكبر يكون على الأولاد و نفسياتهم لما يشعرون به من حيرة حول ما حدث بين الوالدين , فذلك له تأثير نفسي و سلوكي و من الممكن أن يؤدي إلى أمراض عضوية و عقلية نتيجة فقدان أحد الوالدين بسبب الطلاق , و له تأثير على الدراسة و العلاقات الاجتماعية و الصداقات مع الآخرين و النوم الكثير أو السهر الكثير و العصبية و كثرة الخلافات والانحراف , لذا من المهم التركيز على الرعاية و الاهتمام بالأبناء لمساعدتهم على التعامل بشكل صحيح و منطقي في حال حدوث الطلاق.

ثانياً : آثار الطلاق على المجتمع : حتما عند وقوع الطلاق سيكون هناك تأثير على المجتمع بأسره لأن المجتمع أصلاً مكون من أسر مترابطة معاً فبحدوث الطلاق يحدث التفكك لهذه الأسر مما يسبب في اضطرابات عديدة يعاني منها المجتمع ومنها تنمي الكراهية والحقد والبغضاء بين الطرفين مما يؤدي إلى حدوث مشاجرات وعدم استقرار في المجتمع بالإضافة إلى التأثير النفسي على الرجل والمرأة فبعد حدوث الطلاق يترتب على الرجل أعباء مادية مما يؤدي إلى زيادة همومه ومشاكله والتفكير في كيفية جمع هذا المال مما يؤدي به إلى سلك طرق غير شرعية وكذلك المرأة ما تعانيه من الم الطلاق ونظرة المجتمع لها .

سبل الوقاية من الطلاق : من المعلوم أن الشيطان يحرص على أن يوقع الفرقة والشقاق بين الزوجين، ولهذا فعلى المسلم أن يحذر أحابيل الشيطان، ويحرص على اتقاء الطلاق، ومن سبل اتقائه ما يلي:

أولاً : حسن العشرة : أن يتفق الزوجان فيما بينهما على حسن العشرة، وقيام كل منهما بحقوق صاحبة، فإن إحسان العشرة يوجب الاحترام المتبادل، ويفضي مع الوقت إلى حلول المودة والانسجام بين الزوجين.

ثانياً : الحذر من الاستعجال في اتخاذ قرار الطلاق: فقد ينفر الزوج من زوجته في أول أيام الزواج، ولكن مع الصبر والتأني قد يزول هذا النفور، لكونه اكتشف مع مضي الوقت صفات حسنة في زوجته لم يدركها في أول الأمر، وأحياناً يكون الزوج الشاب يحمل في ذهنه أول الأمر صورة مثالية يصعب تحققها في الواقع، فإذا تأنى وتمهل فقد تعتدل نظرته، ويرضى بما قسمه الله له.

ثالثاً : التأمل في آثار الطلاق : وما قد يترتب عليه من تشتت للأسرة، وافتراق الأولاد عن والديهم، كما أنه قد يصعب على الزوج أن يتزوج مرة أخرى، وقد لا يتيسر له الظفر بامرأة مناسبة.

رابعاً : تجنب التهديد بألفاظ الطلاق : والحرص على إبعاد هذه الألفاظ عن اللسان، وهذا أمر يتساهل فيه كثير من الأزواج، فتجد هناك من يهدّد بالطلاق كل يوم، وتجد من يحلف بالطلاق، ونحو ذلك مما يسهل حصول الطلاق، وقد يندم الزوج عليه بعد ذلك.

خامساً : التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم : في معاشرته لأهله وكيفية تعامل سلفنا الصالح فيما بينهم فقد كان شعارهم قول المولى عز وجل: ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) وقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم:"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 1338
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم