بقلم :
...أعترف أنا شخصيا بأنني لجأت لتوسيط نواب ووزراء سابقين فاق عددهم العشرة عند أحد الوزراء في حكومة دولة عمر الرزاز للتوسط عنده ( لإجراء إمتحان أو مقابلة من خلال لجنة أو أي آلية فرز ومفاضلة لإختيار الشخص المناسب ) لإشغال وظيفة ليست عليا ولكنها مهمة لعمل الوزارة بعد أن تقدمت بطلبي وأوراقي للوزير شخصيا وزودت مكتبه بالخبرات المطلوبة وقمت بمقابلته للتأكيد لمعاليه بأنني مستعد للخضوع لأي آلية مفاضلة , ولضمان أخذ الفرصة بالتنافس على تلك الوظيفة -التي لم يتقدم لها غيري في حينه ولم يعلن عنها - قمت بتوسيط عدد من الذوات أصحاب السعادة والمعالي ممن يعرفونني جيدا وخبروني وأختبروني ويعلمون عني ما لا تحكيه الأوراق لعل تزكيتهم تجعل ذلك المسؤول يأخذني على محمل الجد .

...ومرت الأيام وأنا أتواصل مع معاليه بكافة الطرق المتاحة لي ولم أبخل عليه بعبارات المديح (والمداهنة ) التي يحب سماعها وهي ما يحب أن يشاع عنه من تغليب المصلحة العامة على أي شيء آخر ,مع محاولات لإستعراض عضلاتي في الصياغة والكتابة ودقة البحث عن المعلومة وتشخيص الخلل ,فقد قامت الموارد البشرية لديه بنشر إلان عن الك الوظيفة على موقع الوزارة الإلكتروني فقط بوضع شروط بعضها غير قانوني لكونها لا علاقة لها بالوظيفة وعلى ما يبدو انها تنطبق فقط على شخص محدد في ذهن من صاغ الإعلان الغير نظامي .

وفعلا تم سحب الإعلان المريب عن موقع الوزارة وتعديله بإعلان جديد فيه من المخالفة لنظام الخدمة المدنية أكثر من سابقه وقد نبهت معاليه أيضا عن خطأ الإعلان الجديد فتم سحب الإعلان الثاني أيضا ومجددا , ثم إنتظرت بفارغ الصبر أي إشارة إلى وجود إجراء نظامي لشغل هذه الوظيفة وقمت بشرع طرق التعيين وفقا لنظام الخدمة المدنية وما هي الصلاحيات لكل من وسطتهم لحرصي على التوضيح لهم بأنني لا أطلب واسطة من أجل مخالفة القانون والنظام بل مجرد فرصة عادلة لتقييم قدراتي وخبراتي بشكل نزيه وعادل لثقتي بنفسي وبما أمتلك من خبرات وقدرات تتناسب مع تلك الوظيفة .

وقد حرصت أيضا على إعلام معاليه والتأكيد له بأنني لا أزعجه بالواسطة ليخالف القانون بل هم أشخاص بصفاتهم الحالية والسابقة أتشرف بشهادتهم وبما قد يقولون في حقي لكوني لم الجأ إلا لمن عرف عنهم الصدق وعدم المجاملة وقول الحق دون مواربة , وبقيت منتظرا لفترة ومتابعا لشؤون الوظيفة التي تقدمت لها وقد إطمأنت نفسي إلى أنني أسير في الطريق الصحيح والمستقيم لتحسين وظعي الوظيفي والمادي من خلال الإجتهاد والتميز ,لكنني فوجئت أول مرة بأن معاليه قد قال لأحدهم وهو مسؤول كبير :" بأنني صهر أحد المتوسطين " ,مع العلم أن ذلك الشخص الفاضل لم تربطني به علاقة أو معرفة إلا على صعيد العمل وإطلاعه على جزء من عملي لتقاطعه مع عمله العام .

وكانت المفاجأة -بعد أن قام ذلك الفاضل بتكذيب مسألة مصاهرتي له لمرجعية عليا وأخذه لي وعدا وموعدا لإنصافي - بأن صاحب المعالي قد قام بالتنسب بتعيين أحد أفراد عائلة أحد الموظفين المهمين في جهة رقابية في تلك الوظيفة دون إعلان نظامي وفقا لنظام الخدمة المدنية ودون إجراء أي مقابلات أو إمتحانات لإختيار الأنسب لشغل الوظيفة .

..نعم هذه الحكومة ليس في قاموسها أي واسطة لإنصاف من لا ظهر لهم ولا تأبه لأي كان يحسب على أبناء الوطن العاديين منزوعي العلاقات الوطيدة مع جهة تأثير فعالة من ومع هذه الحكومة ووزرائها وكبار مسؤوليها .

والله خير شاهد وكل من توسطوا من أجل الإنصاف ومعهم لدي ما يثبت أكثر مما رويت في هذه القصة من تفاصيل أقل ما قد تحدثه عند مثلي هو الشعور (بقهر الرجال ) ...ولكن الشكوى لغير الله مذلة كما يقول الأردنيون دائما .