28-06-2020 09:15 AM
سرايا - بوفاة مدير المخابرات الأسبق الفريق أول فيصل جبريل الشوبكي، عن عمر يناهز الـ68 عاما، في أحد مستشفيات عمان الخاصة، مساء الأربعاء الماضي، إثر مرض عضال، يترجل فارس الشوبك ( مونتريال قديما)، بعد عقود من العمل الأمني والسياسي.
كان الشوبكي قد شغل منصب مدير المخابرات العامة في المملكة، لمدة ست سنوات، وتحديداً بين الأعوام 2011 -2017، خلفا للفريق محمد الرقاد الذي شغل المنصب منذ العام 2008 وأصبح عيناً، بالتزامن مع استقالة حكومة الدكتور معروف البخيت الثانية، ليصبح أصغر المدراء الذين تقلدوا إدارة «المخابرات» سناً.
وهو الذي عاد إلى جهازه الأمني الذي أحبه، بعد أن أحيل إلى التقاعد عام 2005 حيث تمت ترقيته إلى رتبة لواء،
وصدرت الإرادة الملكية بترفيع الشوبكي عام 2012، بعد أشهر قليلة، من تعيينه مديرا للمخابرات، بترقيته إلى رتبة فريق، وفي منتصف عام 2013 صدرت الإرادة الملكية بترفيعه إلى رتبة فريق أول، وهي من أعلى الرتب العسكرية في الجيش العربي، وتشكل الرتبة قبل الأخيرة، ضمن ترتيب الرتب العسكرية والتي تنتهي برتبة مشير.
الشوبكي ولد في قرية بير زيت الفلسطينية عام 1952، وأمضى سنوات طفولته وشبابه في الشوبك- مونتريال قديما- وتخرج من الجامعة الأردنية عام 1974، ثم حصل على دبلوم في الدراسات العليا عام 1975، والتحق بجهاز المخابرات عام 1976 برتبة ملازم، وخدم في مختلف المواقع داخل «الجهاز» إلى أن تمت إحالته على التقاعد، ليعين بعدها، عضوا في مجلس الأمن الوطني بالديوان الملكي، وفيما بعد، عين سفيرا فوق العادة ومفوضا في وزارة الخارجية لدى المغرب، ومن ثم عاد ليقود جهاز المخابرات العامة مديرا.
لم تكن سنوات إدارة «أبو فادي» إبن عشيرة الطورة لجهاز المخابرات معبّدة، وهو الذي كان يعرف عنه إتقانه للغات الإنجليزية والفرنسية، وأمضى نحو 3 عقود داخله، وكان ينظر إليه كمدير إصلاحي، نظرا للظروف السياسية الداخلية والخارجية التي كانت تمر على المملكة.
وخلال السنوات الست، لتوليه إدارة «المخابرات»، كانت المملكة، تعيش وسط أوج الإقليم الملتهب، فالربيع العربي كان في بدايته، والتطورات السياسية في سوريا والعراق تتفاعل مع صعود جماعة الخوارج «داعش» والعصابات الإرهابية.
وتلخص الرسالة التي وجهها جلالة الملك عبد الله الثاني في الـ30 من آذار عام 2017 للشوبكي، بعد موافقة الملك، على استقالة الشوبكي من منصبه كمدير لدائرة المخابرات، وتعيينه مستشارا، ماهية هذه الظروف، ومنها»...فلقد تحملت أمانة المسؤولية في إدارة دائرة المخابرات العامة، التي عهدتها إليك منذ سنوات عديدة، كنت خلالها–وكما عرفناك دوما–جنديا وفيا مخلصا للوطن ومبادئه السامية، لا تتوانى عن أداء الواجب بكل تفان وثقة، وقد كنت، وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها إقليمنا والتحديات التي يواجهها بلدنا الغالي، حريصا على النهوض بالواجب، بكل كفاءة واقتدار، ومثالا في العطاء والإيثار».
وفي رسالة الملك «....كما كنت في مقدمة نشامى دائرة المخابرات العامة، الذين يعملون بلا كلل ليلا نهارا لصون أمن الأردن ومنجزاته من كل يد عابثة ونفس حاقدة، وحماية شعبنا من خوارج العصر وغيرهم من العصابات الإرهابية، مما كان له أكبر الأثر في ما نجد أنفسنا فيه اليوم من أمان وطمأنينة، وسط إقليم ملتهب.»
في المراسم العسكرية التي عاش ظلها معظم سنين حياته، وري الثرى في مقبرة سحاب، بحضور الزملاء والأحباب، ليسطر إبن الشوبك اسمه في صفحات العمل الأمني والسياسي، التي مازجت بين الحريات السياسية والاحتياجات الأمنية، تفسرها الرسالة الجوابية التي تلقاها الملك من الشوبكي، عند تعيينه عام 2011 «...سنعمل على أن تكون المخابرات العامة كما أرادها جلالتكم في خدمة الوطن والمواطن وحامية للحقوق والحريات»، وفيها أيضا «....وسيكون التزامنا ثابتا وأكيدا بروح الدستور والقانون وقدسية الحفاظ على حقوق الإنسان وحريته وكرامته...».
الرأي - ريم الرواشدة