08-06-2020 08:08 AM
بقلم :
لكل أزمة إيجابيات وسلبيات؛ وأزمة كورونا كانت فرصة ذهبية وحقيقية للدولة الأردنية لكي تتدرب عمليا على الأزمات التي قد تواجهنا أو تداهمنا فجأة لا قدر الله في المستقبل دون سابق إنذار؛ حيث أننا في الأردن لم تواجهنا أزمة كبيرة كهذه؛ حيث أننا تعودنا في السنوات الأخيرة على أزمات بسيطة محدودة المساحة كأزمات المنخفضات الجوية؛ وكنا نفشل لها؛ لأننا لم نكن نطبق الخطط والاستعدادات بشكل عملي أرض الواقع كما نخطط لها في المكاتب؛ وهذا كان يرتب علينا خسائر فادحة؛ وخصوصا الخسائر المادية والممتلكات العامة؛ وبعد كل أزمة كنا نتراشق ونتبادل الإتهامات؛ من يتحمل المسؤولية والكل يتنكر لمسؤوليته؛ ويرمي الكرة على الجهات الأخرى؛ وأكبر أزمة واجهتنا خلال العقود الأخيرة هي كارثة أطفال البحر الميت؛ ومن بعدها سيول وفيصانات مدينة مادبا التي خسرنا فيها ضحايا بشرية بالعشرات؛ وأخذت منا الجهد والوقت الكبير لمعالجتها؛ كما أننا استفدنا من هذه الأزمة أننا فعلنا دور المركز الوطني لإدارة الأزمات الذي لم يكن مفعلا سابقا؛ ولذلك فإن هذه الأزمة فرصة للتقييم ومعرفة مواطن النجاح والفشل لمعالجتها وتجاوزها في المستقبل؛ لنكون دوما على أهبة الإستعداد لمواجهة أي أزمة او مكروه أو كارثة لا سمح الله بكل ثقة ونجاح واقتدار؛ حمى الله الأردن وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي من كل شر ومكروه.