05-06-2020 06:44 PM
بقلم :
لن أبالغ إن وصفت هذه الجمعة بأنّها يوم فرح وسرور أشبه بالعيد، وأنّ قلوبنا تنتعشُ حبّاً وشوقاً لعودتنا إلى المساجد "بيوت الله" في كافة محافظات ومناطق المملكة.
الدينُ قسمين لا يتجزآن ; عبادات ومعاملات، وقد ظهرت بكلّ فخر في هذا اليوم بآدائنا فريضة الجمعة في المساجد، وبتعاملنا مع بعضنا البعض والتزامنا بتعليمات السلامة العامة للحفاظ على صحتنا وصحّة الآخرين.
نحمدُ اللّه - عزّ وجلّ- على نعمة الإسلام، دين الرحمة والعدالة، الذي يعطينا منهجاً جميلاً لعيشنا حياةً جميلةً طيّبة بالدنيا والآخرة.
كان التزام الأخوة المصلّين بالتعليمات اليوم يعطي البهجة والسرور، ويزيدنا ثقةّ وإيمان بأنّ العسر بعدهُ اليسر، ويمنحنا طاقة وجمال في سائر الأيّام.
الكثيرون لاحظوا أن الالتزام الذي شهدناه في هذه الجمعة كان التزاماً مثالياً، يعطي صورة ناصعةً عن المسلِم، فالمسلم هو من سلم الناس من لسانه ويدهِ، وهُو الصادق الأمين في حياته ومعاملاته.
اليوم، شكّل الجميع لوحةً جميلة، فالشكر موصولاً لجميع من ساهم في رسم اللوحة الجميلة. مصلين، ومرتبات الأجهزة الأمنية، الأئمة ولجان المساجد، البلديات، المتطوعين، فالجميع كان كالجسد الواحد الحريص على المصلحة العامّة.
بعد غياب ثلاثة أشهر عن صلاة الجمعة نتيجة لما مررنا به في مواجهة جائحة كورونا، فإنَّنا أكثر تعلقاً ببيوت اللّه، وأكثر حرصاً على إعمارها، فهي الأمان والطمأنينة، ومنها ينبثق الشعور بالمسؤولية تجاه نفع النّاس في كلّ مكان.
الكلمات لا تكفي، لأنّ المسؤولية كبيرة، ولكن رسالتي لنفسي وغيري من الشباب والمسلمين والناس أجمعين، تتمثل في قول رسولنا الصادق الأمين محمد صلّى الله عليه وسلم : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ"، وقوله صلّى الله عليه وسلم :" (اغتنمْ خمسًا قبل خمس، شبابَك قبل هرمكَ، وصحتَك قبل سَقمِكَ، وغناكَ قبل فقرك، وفراغَك قبل شغلك، وحياتَكَ قبل موتِكَ).
ونظراً لأنّه سيتم عقد الصلوات الخمس في المسجد ابتداءً من الغد إن شاء الله ، فلنحرص على صلاة الجماعة، ولنجعل قلوبنا معلقة في المساجد، حتى ننال محبة ربّ العالمين، الجواد الكريم، ونكون في ظلّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه.
علينا تجديد النية كلّ يوم بأن نكون مخلصين للّه - عزّ وجلّ-، وأن ندعو دائماً لوطننا الغالي وللإنسانية جمعاء بأن يجنبنا اللّه البلاء والوباء، وأن يُلهِم ويوفق ويسدد خطى قيادتنا الهاشمية وكلّ مسؤول لنفع النّاس أجمعين في كل مكان.
وبالشكر تدوم النعم، فلنحرص على صلاتنا وذكر اللّه كثيراً، والعمل الصالح النافع، والحمدللّه ربّ العالمين.