20-05-2020 11:25 AM
بقلم : المحامية مرح العجارمة
جاءت الهجمة الاسرائلية الشرسة في ظل الظروف الراهنة حول نية حكومة نتنياهو الاسرائلية بضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن .
تصريحات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين جاءت متزامنةٍ مع قيام وزير الخارجية الأمريكي بوميبو بزيارته لإسرائيل ، ومن الجدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي يصرح فيها جلالته على ضرورة حل الدولتين باعتباره انها السبيل الوحيد للسلام في الشرق الأوسط، ووقوفهِ دائماً الى جانب الشعب الفلسطيني ووصايته على الأراضي الفلسطينية بما فيها من مقدسات ، لطالما تصدرت ابرز أولويات جلالة الملك عبر سنوات عديده.
تصريحات جلالته لاقت صدى ايجابياً في الشارع الأردني وللشعب الفلسطيني باختياره نهجاً دبلوماسياً متزامنًا مع استعماله أدوات متاحة للضغط على الكيان الصهيوني، وذلك لردعهم عن مخططاتهم الشرسة التي تهدف الى تقسيم العالم العربي ونشل أراضيه، والتأكيد على أن ما قد جاءت به تلك المخططات مخالف لقرارات الشرعية الدولية لمجلس الأمن بالإضافة الى كونها مخالفة صريحه وواضحة لشروط معاهدة السلام التي قامت على ثوابت راسخة.
سجلات التاريخ تؤكد التزام الأردن بمعاهدة السلام عبر مواقف عديدة وكان اخرها عدم قيام الأردن بالتخلي عن ما جاءت به معاهدة وادي عربة إلا أن المخططات الإسرائلية المدعومة من الجهات الأمريكية تعني بالضرورة أن ترجمة تلك المخططات على أرض الواقع هو فض صريح لمعاهدة السلام و تصاعد للتوتر بين الطرفين.
في حال تنفيذ تلك المخططات فإن الوضع الذي ستؤول اليه الدولتين لهُ تبعات سلبية على القضية الفلسطينية ،وقد أكد جلالته بأن تنفيذ تلك المخططات على أرض الواقع سيؤدي الى مزيد من التطرف والعنف.
وفي نهاية المطاف فإن ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة سيؤدي الى صدام كبير مع الأردن في حال تمسك الكيان الصهيوني بموقفه ، وهذا مرفوض لدى جميع من يحمل القيم العروبية والإنسانية والأخلاقية داخل قلبه ولن يفلح الكيان الصهيوني بتحقيق تلك الطموحات.