11-05-2020 04:48 PM
بقلم : رلى السماعين
"خاف الله" مصطلح نتداوله يومياً تقريباً وفي مناسبات عدة ونقصد به أموراً متعددة. هناك من ينطقه كتعبير عن تفاجئه من خبر ما، وآخر يستخدم المصطلح ليدل على غضب كبير تجاه شخص معين، وهناك من يقوله كي يؤنب ضمير المقابل له ( إن إمتلك ضميراً)، ويقولها شخص ليعطي آخر درس في التواضع، أو تقال للشخص الذي لديه كبرياء مزيف ليقول له بأن فوق كل عالٍ هناك الاعلى ف "خاف الله".
وأما حقيقة ما نعنيه وما لا نقوله هو "بلا كذب"، أو "أتسرقني علناً" أو "تحتاج دورة في الاخلاق"، أو "الله سوف يعاقبك"، أو " أنت شخص فاسد لا علاج لك"، أو "توقف عن التصرف باعتباطية ومن دون تفكير" والمعاني كثيرة.
في عام ٢٠٢٠ الذي هو أيضاً عصر كورونا، والزمن الذي إنقلبت به الموازين وتغيرت الظروف وأخذت منعطفاً حاداً جديداً بالمطلق، تبعه تغيير بنمط الحياة والذي سوف يتبعه تغييراً على بعض المصطلحات والمعاني بنفس نمط تغيير العادات الاجتماعية التي تدريجياً سوف نلحظ تعديلاً عليها، ليس بالضرورة محمودة، لكنها ضرورية للوقاية والحفاظ على السلامة والصحة الشخصية والعامة، أو هكذا أقنعونا.
فمثلاً سوف نطلق مصطلح "خاف الله" على الشخص الذي لا يلبس كمامته في الاماكن العامة لنعمل على تأنيب ضميره، أو على ذلك الذي عاطفته جياشة الذي ينقّض حاضناً صديقاً أو قريباً دون إدراك إلى مخاوف الشخص على نفسه من الوباء فينطق بالمصطلح "خاف الله" كنوع من التربية والتأديب، وممكن أيضاً أن نطلقه على أشخاص تجمعهم قريب من بعضهم البعض دون الاخذ بعين الاعتبار بأهمية المسافة في زمن كورونا والتي أطلقنا عليها مصطلح التباعد الاجتماعي، فنظرة حادة وجدّية مع المصطلح "خافوا الله" جدير بأن يجعلهم يدركون حجم غلطتهم. عندما تعتمد الحكومة على وعي المواطن بعدم التجمع والالتزام بالحجر الطوعي وما "نخاف الله" تكون الاجراءات القانونية الصارمة هي المناسبة.
وهناك إحتمالية كبيرة أن يتم لصق هذا المصطلح على الاشخاص الذين، من دون إدراك أو بادراك، يبالغون في تصوير موائدهم بالرغم من حقيقة أن ما سوف نعانيه، الذي هو أصلاً موجود ولكن سيتضاعف، إزدياد الفقر والجوعى. الدنيا لم تعد كما كانت قبل سنة من إنتشار الوباء بل الحال تغير فالوقت الان لتغذية الجسد ليسند العقول، وليس البطون لاجل البطون.
"خاف الله" ولا تخالفه، وإتكل عليه دائماً وأبداً وتأكد بأنه فوق كل عالي هو الاعلى.