22-03-2020 04:49 PM
بقلم : نشأت الحلبي
بأي شكلٍ من الأشكال، لا أدافع عن أي وزير أو مسؤول، والمسافة بيني وبينه، كصحفي، هي أداؤه خصوصا في القضايا الوطنية الكبيرة التي يمر بها الوطن ومنها هذه المحنة الكبيرة التي تحيق بالوطن الآن جراء وصول فيروس كورونا الى بلدنا وتهديده لكل منا إذا لم نكن على قدر كبير من المسؤولية، من المواطن الى المسؤول.
ما لفت نظري مؤخرا هو النقاش الذي دار حول خروح وزير أو أكثر بلباس الفوتيك، وحسب ما وصلني أن القوات المسلحة الباسلة كانت قد وزعت الفوتيك على الوزراء لارتدائها، بما يعني أن الوزراء لم يُفصّلوا الفوتيك للاستعراض بها أمام الكاميرات حتى يرفعوا من منسوب شعبيتهم بين الناس مستغلين المعاني الرمزية التي يعنيها هذا اللباس العزيز عليهم.
لن أطيل الحديث أكثر حول هذا الموضوع، فهذه الحكومة لا تمر بامتحان فحسب، بل هي تدير محطة مفصلية في تاريخ الأردن لتبقى في ذهن الشعب الأردني لعشرات السنين القادمة، فإما أن تنجح وتنقذ كامل البلد، وإما أن تفشل وتذهب بالبلد الى نتائج وخيمة، وهنا يكمن عِظم المسؤولية وقسوتها.
الفوتيك رمزا لأغلى الناس، وهو جيشنا وحامي مستقبلنا كما حمى تاريخنا، ويرمز للعمل في الميدان والتعب والمشقة والجهد، وليس الجلوس خلف المكاتب والرفاهية والتنعُّمِ بالأثاث الفاخر، وأحسب أن هذه الرسالة التي أراد الجيش أن يوصلها الى الوزراء، وشخصيا لو كنت في موقع مسؤولية في هذه الفترة لما كنت أخلع الفوتيك حتى تزول هذه الغمة وتخرج بلادنا معافاة من هذه المعركة.