بقلم : أحلام الخصبة

مِنْ بَين آلافِ الوجوهِ الَّتِي تَضجُ بِالفتنة ، رأيتُ بدراً بِنُور وُضّاء كِدْت انثر آيَات الْفَلَق لِآلَة أَكُونُ مِنْ اللَّوَاتِي يلقين سُم أَعْيُنِهِم ليمحقن الْجَمَال ، كَانَت شَقْرَاء بكنزة لاشك أَنَّهَا مِنْ دَرَجَاتِ اللَّوْن الأَزْرَق وَرِدَاء يُغَطِّي أقدامها بِنَفْس اللَّوْن ، قَدْ يَبْدُو عَلَيْهَا جَلّ سُبُل التَّوَاضُع واضحاً مِن مِشْيَتِهَا . . تَلِفَت الِانْتِبَاه وَكَأَنَّهَا سيمفونية تَعْزِف عَلَى بِوَصْلِه التائهين ، وَالنَّظَرِ إلَيْهَا يَبْعَث بِالْقَلْب السَّكِينَة ك الهُدوء الَّذِي يَغْزُو جَسَدِي فِي لَحْظَةِ النِّدَاءِ لِلصَّلَاةِ ، وَكَانَ عَلَى مَلامِحِهَا يَسْتَرِيح الْعَالِم ، أَرَاهَا مِنْ بَعِيدٍ كِدْت اِخْتَلَسَ النَّظَرَ إلَيْهَا كَيْ لَا أَصْبَح حَبِيسَة الشَّكّ وَمَصْدَر الذُعر

لَا يَبْدُو عَلَيْهَا مِنْ الطَّبَقَةِ المخملية ، بَلْ مِنْ البَسْطاء
ذالك يَبْدُو يُشْكِل لامِع مِنْ سَاعَةٍ يَدِهَا الَّتِي تُبَاعُ فِي الْمَتَاجِر الصَّغِيرَةِ الَّتِي تَقَدَّمَ الْعُرُوض بِجَلْب الزبائن ، لَمْ تَكُنْ الطَّبَقَات يَوْمًا مَصْدَرٌ اهتمامي وَلَا الْوُجُوه الْجَمِيلَةِ الَّتِي تَقِفُ عائقا فِي قُلُوبِ الرَّاجِين ، إنَّمَا الْأَرْوَاح جُل تَعَلُّقِي ، أَخَذ القَلَق يعترني مِن خطواتها السَّرْمَدِيَّة ، وَبَعْد بَدَأَت عَلَى ملامحي الهُدوء وكأنني أَخَذَت اقراصاً مِن المسكنات العاطفية ظَهَرَ هَذَا عِنْدَمَا رَأَيْت حِذَاءَهَا لَم يَبْدُو عَلَيْهِ مِنْ الطِّرَازِ الرَّفِيع بَل ي بتاعه أَيْ مِنْ الْمَارَّةِ صَوْت خطواتها لَهُ صَدًى فِي أَزِقَّةٍ الْمَكَان صوتاً نشازياً عُقْدَة جَبِينَهَا تُحْكَى عَنْ لَوَاعِج قَلْبُهَا تَبْدُو بِشَكْل لَمّاع عَلَى مَلامِحِهَا الطُّفُولِيَّة إلَّا لَن صَلَابَتُهَا تَبْدُو ك مَنْ لَا يَهْتَز مِنْ حُطَامِ الْأَرْضِ وَلَوْ بَعْضَ ، صمودهم الْجَبَّار مُلْفِت بِكُلّ لُغَات الْقُوَّة

الْفُقَرَاء يغلفون أَعْيُنِهِم بِـ وِشَاح الْقَنَاعَة ، و يربطون جُوع بُطُونِهِم بِـ وَعِيّ عُقُولِهِم ، تَرَاهُم يزهون بالمناصب وَهُمْ لَا يَحْمِلُونَ فِي جيوبهم سِوَى عملات نَقْدِيَّة مِن شَظَايَا وَرَقَات شَهْرِيَّة معلنة الْخَلَاصِ فِي أَوَّلِ أَيَّامِ الِاسْتِلَام السَّرْمَدِيّ مِن وَجَفّ الظَّلَام الدامس يَعْزُفُون بالناي عَلَى وَتِيرَةِ الْحُزْن الْمُعَلَّقَةُ عَلَى جُدْرَان قُلُوبِهِم ويلحنون بضماد الْفَرَح مُعْلِنِين النِّسْيَان ، هِي هَكَذَا فَقِيرَة الْجَيْب وَعَقَلَهَا النرجسي لَهُ فِي كُلِّ الرُّبُوع ضَجَّة عِلْمًا وثقافة وَيُصْنَع الْمَجْد الذَّاتِيّ ، حُضُورُهَا فِي أَيِّ مَكَان يَعُجّ بزوبعة الْفَخْر وَالْحِكْمَة ، تَجْلِس بعنفوان عَلَى مَقْعَد الْكَرَامَة وتحاكي الْأَوْرَاق بِحَدِّه دِمَاغُهَا وشياكة أَطْرَافِهَا وَتَتْرُك الْحَدِيث خَلْفَهَا بِـ طَهَارَة مبسمها وَعِفَّة نَظَرُهَا وَغِنًى قَلْبُهَا بدماثة الْخَلْق وَرَزَانَة الْعَقْل .