سرايا - أسعار النفط تتراجع بسبب الشكوك التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتباطؤ الاقتصاد العالمى
لا تزال أسعار النفط الخام تواجه تحديات كبيرة مع تزايد القلق حيال تباطؤ النمو الاقتصادى العالمى بما له أثر سلبى على معدلات الطلب على النفط الخام، بالإضافة إلى الشكوك المحيطة بتقدم النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وقد أصدرت كل من منظمة أوبك والوكالة الدولية للطاقة تقاريرها خلال هذا الأسبوع والتي تشير إلى وجود فائض في المعروض النفطي خلال العام المقبل خاصة في حقول النفط الصخرى في الولايات المتحدة، بالرغم من سريان اتفاق تخفيض مستويات الإنتاج التي أبرمته منظمة أوبك وحلفائها وهو تحالف يُعرف باسم أوبك بلس للحد من الامدادات التي ستستمر حتى آذار/ مارس المقبل.

وتشير أخبار ايفوركس المالية أن بنك جولدمان ساكس قد خفض توقعاته لمعدلات الطلب على النفط خلال العام الجارى لتصل إلى مليون برميل يوميًا، لكنها تركت توقعاتها لنمو الطلب لعام 2020 دون تغيير عند 1.4 مليون برميل يومى، وبناءً على تلك التوقعات يعتقد محللون أن ذلك يتطلب تخفيضات إضافية في انتاج أوبك للحفاظ على المخزونات قريبة من المعدل الطبيعى.

ويرى المحللين أنه لتجنب حدوث انخفاض في الأسعار ووجود مخزون ضخم، من الضرورى أن تقوم منظمة أوبك بتنفيذ المزيد من التخفيضات التطوعية في مستويات الإنتاج، ومن المرجح أن يصبح هذا هو التحدى الأكبر الذى سيواجه أوبك بلس العام المقبل، بهدف الحفاظ على نطاق السعر الحالي والعمل على ارتفاعه، خاصة وأن خام برنت يتداول حاليًا في نطاق 60 دولار للبرميل بينما يتداول خام غرب تكساس في نطاق 55 دولار.

وعلى الرغم من الانخفاض الحالي التي تشهده أسعار النفط إلا أن هناك آمال متزايدة في حدوث تقدم في الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث أن أكبر اقتصادين في العالم يستعدوا لإجراء جولة جديدة من المحادثات التي تهدف إلى الحد من الخلاف ويقدموا ايماءات تصالحية مبهجة للمستثمرين.

وفي الفترة الأخيرة أظهر الجانبان مزيدًا من النوايا الحسنة والنتيجة هي أنه من غير المتوقع حدوث مزيد من التدهور في البيئة الاقتصادية، وبالتالي فإن الجانب السلبى لأسعار النفط يجب أن يكون محدود على المدى القريب.

وستراقب الأسواق عن كثب تطور النزاعات التجارية بين الصين والولايات المتحدة خاصة وأن الجانبان قرروا اجراء جولة أخرى من المحادثات التجارية في تشرين الأول/ أكتوبر، وقد شهدت أسعار النفط انخفاض حاد في بداية آب/ أغسطس عندما كان النزاع التجارى بين الولايات المتحدة والصين يهدد بالتصاعد إلى حرب عملات.

ومنذ بداية هذا العام حتى الآن ارتفع خام برنت بنسبة 12% محافظة على زخمها بفضل بعض المخاوف الجيوسياسيةوالصفقة المبرمة بين أوبك وحلفائها وفى مقدمتهم روسيا لتخفيض مستويات الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يوميًا، ولكن الزخم يتباطأ بسبب المخاوف من تراجع الطلب على النفط الخام في ظل تباطؤ الاقتصاد العالمى الذى يشكل عقبة رئيسية أمام النفط الخام.

علاوة على ذلك، أدى ارتفاع الدولار الأمريكي في الأشهر الماضية إلى انخفاض العقود الآجلة للخام المقومة بالدولار الأمريكي، حيث ظل مؤشر الدولار الأمريكي في اتجاه صعودى منذ منتصف عام 2018، فيتم تداول النفط في الغالب بالدولار في جميع أنحاء العالم ويضغط الدولار القوى على الطلب على النفط.

ومن المؤكد أن أسواق النفط ستتعرض لضغوط كبيرة إذا تباطأ الاقتصاد العالمى بحدة وظل الطلب على النفط دون الاتجاه التصاعدى، وإذا فشلت أوبك في احتواء هذه الأزمة ستدخل أسواق النفط في منعطف خطير، يُذكر أن خام برنت تراجع من 115 دولار للبرميل في حزيران/ يونيو 2015 إلى أقل من 30 دولار للبرميل في بداية عام 2016 ونخشى من تكرار هذا السيناريو.