حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10309

الحُسن 46 عاما من الحكمة

الحُسن 46 عاما من الحكمة

الحُسن 46 عاما من الحكمة

26-12-2018 09:36 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
في العام 1999 غادر الحسين الحياة بعد حُكم حكيم وقدير ،وشجاعة لم تمر على مر تاريخ عابر ،او قادم ، وبعد اعوام طويلة مليئة بالكرامة والحرية برغم الفقر والجوع الذي اصاب الاردنيين في فترات كانت عجافاً الا انها كانت جميلة حيث ترك الحسين وراءه فراغاً كبيراً في بلد ظل على الدوام على الحافة ، وسط بحر مُتلاطم الامواج ، فلم يقع هذا البلد فريسة ولم يستقر ، ليس ضعفا بل جراء ما مر عليه من صعاب ومُتغيرات كثيرة لم تنال منه برغم صغر المساحة وعظيم قدرها ، وموقعها الجيوسياسي الصعب في تشكيله الهندسي بين الانظمة القومية والنفطية المُتخمة بالترف والبذخ العربي الذي فاضت امواله وتخطت كل مساحات العالم ، بالاضافة الى العلاقة بالقضية الفلسطينية التي اشغلت كل اركانه على مدار اعوام طويلة .
برغم كل التحديات فقد قاد الحسُين هذا البلد على مدى تلك الاعوام المحفوفة بالمخاطر والصعاب والزوابع والرياح العاتية السياسية منها والاقتصادية التي حاولت النيل منه وشرذمته ، فلم تكن هناك مديونية تفعل فعلتها في هياكل التنمية والاقتصاد ، ولم يكن هناك نوعاً من التغول على مفاصل الدولة جراء المحسوبية او الواسطة ، لان عملية المُفاضلة كانت تتم بناء على نوعية الخدمة والعمل التي سيُقدمها ذلك الشخص وان كان هناك نوعاً من التفضيل فانه يتم بناء على استمرار مصالح البلد لا مصالح الافراد ، ولم يكن هناك تغاضي عن اي من الذين قد يقترفوا نوعاً من التجاوز او الاخطاء في كينونة الدولة ، لان التغاضي يُعني السماح بالتغول غير المُباشر ، وتتوالى الاخطاء والتعسف في استخدام السلطة الممنوحة لذلك الموظف .
ستتة واربعون عاما كانت كلها نوعاً من القيادة التي قل نظيرها ، فاتسمت بدبلوماسية الحوار والتحرك نحو العالم الذي يسعى الى السيطرة والتحول الى القطب الواحد ويسعى لتشكيل الاحلاف التي تجني الثمر لصالح شعوبها ، من منطلق ان الدول الضغيرة لا مكان لها في عالم اصبح اكثر تسارعا في التقدم والتنمية وتحقيق الافضل وبرغم حداثة الدولة الاردنية الا ان مكانها قد تم حفره على خارطة العالم لتصبح محجاً لدبلوماسية اتسمت بخصوصية الكلمة التي تؤثر في صنع القرار وتحول الصرع الى وئام وسلام وتسامح ، فاصبح الاردن عاصة للعالم في حياة الحسين ، فلم يتردد اي من قادة العالم في اسثمار الوقت من اجل الحصول على حكمة الرأي واسداء الاراء الصائبة والراجحة لتبعد صاحبها عن الوقوع في المحظور .
ستتة واربعون عاما غادر بعدها الحسين بعد ان جمع الاضداد في مماته وكانت عمان حينها عاصمة للعالم ، اجتمع فيها الكل على حُب الحُسين الذي كانت رؤية على الدوام تقدم واستقرار الاردن بلداً عربيا لا تفرقه الحدود او الجغرافيا فيه جوع وفقر ولكن فيه كرامة يتشح فيها كل اردني حر شريف .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 10309
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم