07-07-2018 02:24 PM
بقلم : محمد الشواهين
في غضون الايام الماضية ، حدثت مفاجأت لم نكن نتوقعها ، عندما اعلنت امريكا رفع يدها عن الجنوب السوري ، وتركت حلفاءها من الجيش الحر وبعض الفصائل والتنظيمات المعارضة ، التي كانت مدعومة امريكيا واروبيا ، مكشوفة وحيدة امام الطرف الآخر ، كونها معارضة معتدلة ، غير متطرفة ، ولا ارهابية ، وفي ليلة ( ما فيها ضو قمر) اعلن الامريكان عن عدم استعدادهم في الاستمرار بدعم هذه التنظيمات الحليفة لها ، او حتى التي انشأتها اذا جاز التعبير .
البعض لم يتفاجأ بهذا التصرف الأمريكي ، كونها لديها ادراك مسبق ان امريكا ، لا يهمها الا مصالحها ، وبكل سهولة تتخلى عن حلفائها ، دون ابداء الاسباب ، وخير مثال على ذلك ، تخليها عن حماية او مساعدة الرئيس المصري الأسبق ، حسني مبارك ، الذي طلب النجدة من امريكا ، لمساعدته في تثبيت اركان حكمه ، بينما كان يهتز على شفا الانهيار والسقوط .
فالمراهنة على الحليف الأمريكي ، اثبتت الوقائع على امتداد عقود من الزمن ، خيبتها وعدم الارتكان اليها منذ حرب فيتنام الى يومنا هذا .
على صعيد متصل ، امريكا وروسيا والاردن ، اتفقت هذه الدول الثلاث ، على بقاء المنطقة الجنوبية من سوريا ، القريبة من الحدود الاردنية ، منطقة هادئة ، لا تصعيدا عسكريا فيها ، لكن المفاجأة عندا دفع النظام السوري وحلفاؤه الروس ، بقوات مؤللة ، باتجاه مواقع المعارضة في درعا وريفها ، وامطروها بوابل من النيران الكثيقة ، من مختلف العيارات ، بما فيها من الصواريخ والبراميل المتفجرة ،حرقت الاخضر واليابس، ما حدا باعداد كبيرة بالآلاف المؤلفة ، بترك منازلهم ، والهروب طلبا للنجاة بحياتهم ، باتجاه الحدود الادنية ، ومعروف ان اوضاع الاردن العامة لا تسمح باستقبال المزيد من السوريين الى داخل اراضيه ، اذ لديه حوالي المليون ونصف المليون نازح .
الاردن بذل وما زال يبذل جهودا جبارة لايجاد حل سلمي للازمة ، انقاذا للارواح التي باتت نُزهق في هذه المعارك الطاحنة ، وحفاظا على هؤلاء المواطنين السوريين الذين ينامون في العراء ، يفترشون الارض ، ويتغطون بالسماء ، بلا مأكل او مشرب ، ما دفع المواطنين الاردنيين على جانب الحدود ، للفزعة بما لديهم من طعام او شراب لسد شيء من رمق او ظمأ .
الخيارات امام الجيش الحر ، وفصائل المعارضة في هذا القاطع محدودة جدا ،اما الاستسلام والمصالحة ، واما المصبر المحتوم ، وانا شخصيا اعتقد ان الصلح خير ، وحقن الدماء خير ، والحفاظ على وحدة التراب السوري هو مصلحة اردنية وعربية عُليا ، تماما كما نحافظ على حدودنا ، وعلى كل ذرة تراب من ارض الأردن .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-07-2018 02:24 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |