01-07-2018 02:15 PM
بقلم : محمد الشواهين
الاوضاع في الجنوب السوري، تشهد تداخلات عسكرية دراماتيكية ، تبعث على القلق ، بسبب قرب العمليات من حدودنا ، حيث لنا مدن وقرى واهل ، لا يستطيعون اغماض جفونهم ، ليلا ولا نهارا ، من شدة اصوات انفجارات القذائف ، من كافة انواع الاسلحة الثقيلة والمتوسطة وحتى الخفيفة سريعة الطلقات ، التي باتت تُسمع وتُرى بالعين المجردة ، على بعد مئات الامتار او اقل من ذلك .
كانسان عربي اردني ، تؤلمني جدا هذه الاشتباكات التي تدور على الارض السورية بشكل عام ، وعلى الجبهة الجنوبية بشكل خاص ، ولست معنيا هنا ان اضع اللوم على هذا الطرف او ذاك ، لكن يهمني جدا وحدة الارض السورية ، والحفاظ على كل قطرة دم تُهدر من اهلنا اطفالا ونساء وشيوخا ، هذه الدماء العربية ، مفروض ان نوفرها لمعركة الحسم مع عدونا المشترك ، الذي اغتصب ارضنا العربية بقوة السلاح ، بفضل الاستعماريين الذين قدموا له كل التسهيلات ، لاقامة هذا الكيان الصهيوني الغاصب ، الذي هو الخطر الأكبر ، والمحرك لكل هذه البلاوي والمصائب ،التي حطت على رؤوس الفلسطينيين ، ثم ما لبثت ان اصبحت تمتد من قطر عربي الى آخر ، والحبل على الجرار .
ما ذنب هؤلاء الاطفال والنساء وكبار السن الذين خرجوا من مدينة درعا وقراها ، هاربين من الموت والدمار باتجاه الحدود الاردنية ، فراشهم الارض وغطاهم السماء ، اين النخوة العربية ، واين الشهامة العربية ، واين الكرم العربي ، لنجدة هؤلاء المعذبين في الارض ، وكل ذنبهم انهم سوريون .
الاردن يستضيف من الاشقاء السوريين حوالي المليون ونصف المليون نسمة ، ولم يعد بامكانه ان يستوعب المزيد من هؤلاء الاشقاء ، بسبب شح موارده ، ومحدودية امكانياته ، في حين ان المجتمع الدولي لم يقدم لهؤلاء اللاجئين الا القليل ، واضحت معظم الاعباء على كاهل الاردن ، الذي يعاني اصلا من ضائقة اقتصادية .
المشكلة اليوم ازدادت تعقيدا ، والاخطار من حولنا ازدادت ، هذا الأمر يحتم علينا المزيد من التلاحم ، واليقظة ، والاستعداد ، بل الوقوف خلف قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية ، صفا واحدا ، للحفاظ على امن بلدنا واستقرارها ، ودرء الاخطار التي تهددنا من اي جهة كانت .
في سياق متصل ، حكومة الدكتور عمر الرزاز ، بحاجة الى الدعم ، لا المناكفة ، فليس هذا وقتها ، كي نمنحها الفرصة للقيام بالمهمات والواجبات ، لمواجهة التحديات والظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة ، التي نحن جزءا منها ، ولدي الأمل ان القادم افضل على المستوى المحلي ، وان الفساد سوف ينحسر ، وان الفاسدين سوف يكون مصيرهم بيوت الاصلاح والتأهيل ، حتى يعيدوا الأموال التي نهبوها او اختلسوها ، في اثراء غير مشروع .
الايام القادمة حبلى بالمفاجآت ، وصفعة القرن عفوا صفقة القرن ، باتت على الأبواب ، لننتظر قليلا ونرى ، وان غدا لناظره قريب .
وللحديث بقية ..
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-07-2018 02:15 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |