حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,13 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 12289

رجال ولا كل الرجال

رجال ولا كل الرجال

رجال ولا كل الرجال

28-04-2018 09:19 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد الشواهين
بكل شغف وافتخار بقيت اتابع شهادات ، جنود بل ابطال ، من افراد الجيش العربي الأردني ، يتحدثون من خلال برنامج تلفزيوني عن ذكرياتهم ومشاركاتهم في حرب فلسطين العام 1948 .
هؤلاء الابطال اقلهم عمرا اليوم شارف على التسعين ، الغريب ان لديهم ذاكرة قوية ، في احاديثهم تجد ادقّ التفاصيل في وصف المعارك وسيرها في كل مواقع الشرف والبطولة ، بالرغم من قلة السلاح المتوفر لديهم ، مقارنة بما كانت تملكه العصابات الصهيونية من اسلحة حديثة ومتطورة ، واطنان من العتاد ، كيف لا ، وبريطانيا العظمى التي كانت منتدبة على فلسطين ، تركت لهم كافة اسلحة جنودها بمجرد انتهاء الانتداب، دون وجه حق ، في تحيّز ظالم ، لم تراع الاخلاق الكريمة ، والأعراف العسكرية ، التي تقضي المحافظة على حقوق المواطنين الواقعين تحت سلطة الانتداب .
مما ذكره هؤلاء الابطال عن سير المعارك ، ان اليهود كانوا جبناء ، على الرغم من كثرة السلاح الذي كان بايديهم ، بيد ان افراد الجيش العربي الأردني واجهوهم بكل شجاعة واقدام من بيت الى بيت ومن شارع الى شارع ومن حارة الى حارة ، فكان المقاتلون الصهاينة يهربون تحت وطأة نيران الجيش العربي الباسل ، الذي هب للدفاع عن القدس وفلسطين ، بأوامر صريحة من المغفور له الملك المؤسس عبدالله الأول الذي كان يوصيهم بالقدس والمقدسات ، مهما بلغت التضحيات ، واستطاعوا فعلا الحفاظ على القدس الشرقية ،بمقدساتها الاسلامية والمسيحية ، الى ان سقطت بسقوط الضفة الغربية في الخامس من حزيران العام 1967 .
ثمة حقيقة ذكرها هؤلاء الابطال ، الكثير من ابناء شعبنا هذه الايام يجهلونها ، وهي لما قامت سرية من الجيش العربي بالدخول الى احد احياء مدينة القدس لتطهيرها ، واجهت نيرانا كثيفة من افراد العصابات الصهيونية ، استشهد عدد لا باس به من افرادها ، فهؤلاء مكشوفون ويتقدمون خطوة خطوة ، في حين الصهاينة مستحكمون في مواقع محصنة ، ويطلقون النار على اي هدف متحرك ! فما كان من جنودنا ان اخبروا القائد عبدالله التل رحمه الله ، بتطورات المعركة ، فارسل اليهم سرية اخرى بكامل اسلحتها ، حينها ارتفعت وتيرة الضغط على المقاتلين اليهود ، وطلبوا منهم بمكبرات الصوت الاستسلام ، فراوغوا كعادتهم ، الأمر الذي دفع ضباط وجنود الجيش العربي ، صب جم نيرانهم على على مواقع العدو التي تنطلق منها النيران ، الى ان جاءتهم الأوامر من قائدهم الفذ عبدالله التل ، بوقف اطلاق النار !قالوا تملكتنا الدهشة ، فاذا بمجموعة من الحاخامات اليهود استطاعوا ان يصلوا الى موقع القائد العربي ، رافعين اعلاما بيضاء خشية التعرض للنيران ، واعلنوا الاستسلام ، مقابل سلامة كافة افراد الحي اليهودي المحاصر، من رجال ونساء وشيوخ .
فكانت اوامر القائد عبدالله التل ،حسب الاتفاق ، ترك النساء والاطفال والشيوخ والمرضى والمصابين ، بمغادرة المكان ، ثم قام بأسر كافة المسلحين الصهاينة من الذكور , الذين بلغ عددهم حوالي الأربعماية ، وتم نقلهم الى ( ام الجمال) في شرق الأردن ، ومن هؤلاء الاسرى اصبح منهم قادة كبارا فيما بعد .
هؤلاء هم رجال الأردن ، الذين اثروا الجيش العربي بشجاعتهم واقدامهم ، ولولا تآمر الدول الكبرى ، لما قام الكيان الصهيوني زورا وظلما وبهتانا ، ولكان النصر لهؤلاء الابطال الذي يملكون القليل من السلاح ، والكثير من العزم والايمان بقداسة قضيتهم وعدالتها ، ومعركة الكرامة التي جاءت بعد هزيمتي العام 1948 و1967 ، خير شاهد ، حينما سطر الجيش العربي المصطفوي ملحمة النصر والبطولة ،في الحادي والثلاثين من آذار العام 1968، اصابت العدو بدهشة لم يتوقعها ، ما دفعه الى التقهقر غرب النهر مخلفا بعضا من قتلاه وععدا لا يُستعان به من آلياته المعطوبة من مختلف الاحجام والأثقال .








طباعة
  • المشاهدات: 12289
مع اقتراب انتهاء الدورة العادية الأولى لمجلس النواب العشرين.. ما هو رأيكم في أداء المجلس حتى الآن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم