حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,14 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 11555

الحراك بين اللهو والجدية

الحراك بين اللهو والجدية

الحراك بين اللهو والجدية

20-02-2018 09:16 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد الشواهين
في الاردن شعب يمتاز عن كثير من الشعوب العربية بل وشعوب العالم ، بحبه وانتمائه لتراب وطنه ، وكذلك ولائه لقيادته الهاشمية ، التي يعتبرها قيادة شرعية تاريخية ، لم تضع نفسها في برج عاجي عن شعبها ، بل حرصت ان تظل قريبة منه تتحسس اوجاعه وافراحه واتراحه .
فالمواطن الاردني بدون ادنى ريب ، غيور على وطنه في كل الاحوال والظروف ، الربيع العربي الذي اجتاح معظم اقطارنا العربية ، مر من عندنا مرور الكرام ، بينما ترك شلالات من الدم في اقطار بعينها لا تخفى على احد ، كما انها اسقطت انظمة ، وخلقت واقعا جديدا ، خلاف الأردنيين الذين قاموا بحراكات عقلانية مسئولة ، تنم عن مدى وعي هذا الشعب بضرورة المحافظة على الوطن ومقدراته .
الحراك الاردني انصب على تصرفات وقرارات حكومية لم تعجب الشعب ، وعلى اثر ذلك خرج الحراكيون ليعبروا عن موقف الطبقة الوسطى والمتدنية التي تأثرت سلبا بهذه القرارات ، كرفع الاسعار نتيجة رفع الضريبة على بعض السلع والخدمات ، فكانت اشبه بنداء الى حوار وطني بين الشعب والحكومة ، وما يثلج الصدور قيام جلالة الملك غير مرة ، بالغاء قرارات الحكومة ، التي تمس قوت المواطن او عيشه الكريم، واقرب مثال على ذلك الغاء الضريبة عن الادوية .
على صعيد متصل ، يدرك المواطن الاردني ان ما يجري في محيطنا العربي الملتهب ، وفي دول عربية اخرى مزقتها الحراكات وردات الفعل على المستويين الرسمي والشعبي ،لم تبشر بالخير ابدا ، ومنها نستخلص العبر ، فما تعانيه هذه الشعوب العربية المغلوبة على امرها ، دفع بالمواطن الاردني ان يحافظ على كل نقطة دم ، تسفك في غير محلها بل واحتضن الهاربون من الموت ، ادراكا منه ان هذه الدماء الاردنية والعربية الزكية ، ينبغي صونها وحقنها ، للدفاع عن ثرى الاردن وعن القدس ومقدساتها ،وكافة قضايا امتنا ، وبات شعبنا الاردني بكافة قطاعاته وطبقاته ومشاربه ، ينادي ليل نهار بضرورة وقف نزيف الدم العربي الذي يُراق في غير موضعه الصحيح ، فنحن كعرب امامنا تحديات كبيرة ، ولنا اعداء ما ظهر منهم وما بطن ، وقضايا على درجة عالية من الاهمية يجب الالتفات اليها والدفاع عنها ، وليس اقتتال داخي لا يستفيد منه الا عدونا المشترك .
يوم الجمعة الفائت قامت كل مدن المملكة وقراها بمسيرات تطالب بعدم رفع الاسعار، سواء فيما يتعلق بالمواد الغذائية او المشتقات النفطية ، على اعتبار ان جيوب المواطنين ، في القطاعين العام والخاص ، لم تعد تحتمل اية زيادات في الاسعار ، فكان الملاحظ للقاصي والداني ان نقطة دم واحدة لم تسفك في كل هذه الحراكات ، ولم تحدث اية صدامات بين الحراكيين وافراد الأمن العام ، الذين كانوا يحافظون على الحراكيين من ابناء شعبهم ، خوفا من دخول مندسين من ذوي الاجندات المعادية للوطن ، بين صفوف الحراكيين العقلانيين ، حافظوا على الأمن والأمان والاستقرار ، وهي من ثوابت هذا الشعب التي لا يمكن المس بها او التطاول عليها ، وهذا ما زاد اعجاب العالم من شرقه الى غربه ، بهذا الحراك الوطني ، وبهذا الانسان الاردني ، الذي لا مثيل له ، ولا رادع له ، الا الشعور الوطني ، الدافع المحرك الوحيد لكل هذه الحراكات العقلانية .








طباعة
  • المشاهدات: 11555
برأيك.. هل تجر فرنسا وبريطانيا وألمانيا أوروبا لحرب مع روسيا رغم خطة ترامب لحل النزاع بأوكرانيا؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم