حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,30 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 41826

شوشة: اللغة العربية في الإعلام شديدة الثراء والتنوع

شوشة: اللغة العربية في الإعلام شديدة الثراء والتنوع

شوشة: اللغة العربية في الإعلام شديدة الثراء والتنوع

08-09-2016 10:34 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - اعتبر الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالقاهرة فاروق شوشة، أن اللغة العربية هي "بنت الإعلام"، فنشوء الصحافة العربية في ختام القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، أدت إلى اصطناع لغة جديدة مختلفة.
وبين شوشة في محاضرة ألقاها أول من أمس في مجمع اللغة العربية الأردني، أن هذه اللغة الجديدة، " لا تشبه لغة المحسنات البديعية والبلاغية، والاستطرادات الطويلة المتداخلة، والمفردات والتراكيب التي لا تنتمي إلى روح العصر، بعيداً عن سيطرة المعجم اللغوي القديم".
وقال في المحاضرة التي كانت بعنوان "اللغة العربية في الإعلام العربي"، وأدارها د. خالد الكركي رئيس مجمع اللغة العربية الأردني، "تحل الصحافة العربية الناشئة والبازغة روح هذه اللغة الجديدة، التي تتسم بالاقتصاد والأحكام والتخلي عن الزخرفة والبلاغيات، لتكون لغة الخبر والتعليق والمقال، فهي تصل إلى الهدف من اقرب طريق وايسره، وتختصر المسافة الواسعة بين الكاتب وكتابته".
واعتبر شوشة، أن هذه اللغة التي اصطنعتها الصحافة العربية لم تكن بعيدة عن الكتابات التي كتبها الرحالة العرب في أزمنة سابقة، وكانت كتاباتهم تزخر بمادة إعلامية وحضارية هائلة عن شعوب العالم القديم، فيما يتصل بالتاريخ والجغرافيا والعادات والتقاليد والأساطير والمأثورات الشعبية وغرائب الكائنات والمخلوقات.
واشار إلى، أن كتابات الرحالة العرب، أصبحت تصنف ضمن ما أطلق عليه أدب الرحلات واكتشاف العالم في العصور الوسطى، لتكون هذه المادة المعرفية والثروة اللغوية التي صاحبتها بمثابة نقلة هائلة فيما نطلق عليه الآن لغة الاعلام.
وبين شوشة، أن اللغة العربية في الاعلام التي ابتكرتها الصحافة العربية، اصبحت لغة للإذاعات ثم التليفزيونات ثم الفضائيات، وظلت ممتلئة بمادة لغوية شديدة الثراء والتنوع، ذلك أن المطالب الحياتية والمجتمعية الجديدة فرضت الحاجة إلى إيجاد المقابل العربي الصحيح لكل هذه المادة، وكان الرواد الأول من العاملين في هذه الوسائل الإعلامية هم الذين يقومون بالجهد الكبير في مجالات الترجمة والتعريب والاشتقاق والبحث والقياس في وقت قياسي.
وأشار المحاضر إلى بعض المفردات والتعابير الجديدة مثل:"الخصخصة وتقابلها الخوصصة (في بعض البلاد العربية)، الاستنساخ، العقوبات الذكية، القتل الرحيم غسيل الاموال، عقدة الخواجة، النشطاء (جمع ناشط)، اقتصاد السوق، الاغراق الاقتصادي، جماعات الضغط، تعذيب مياه البحار، تصويب المسألة، تدويل القضية، تجذير الأفكار، تفويج الحجاج، تثمين المواقف، تسريع إيقاع النمو، تسييل الغاز، تحجيم العجز في الميزان التجاري، ترسيم الحدود بين الدول، تقنين التبرع، تحضير القرى والبوادي وغيرها".
ورأى شوشة، أن الفيض من المادة اللغوية الذي تمتلئ به لغة الاعلام العربي المعاصر، هي من صنع الاعلاميين من جانب، والعلماء من أصحاب التخصص في هذا الميدان من جانب آخر، هو الذي يعطي اللغة العربية مذاقها العصري الخاص، ونكهتها الجديدة المواكبة لروح العصر واحتياجات التطور.
وتابع، أن ذلك، جعل من اللغة الصحيحة المستخدمة في وسائل الإعلام وعاء العصر في مجالات متجددة مثل العلوم والفنون والآداب، الأمر الذي لا بد ان تتسع له معاجمنا اللغوية الحديثة والمعاصرة حتى تكون معاجم حقيقية تتوازن فيها مادة العربية بين ما هو تراثي وما هو عصري جديد.
وأضاف شوشة أن الناس يميلون إلى وجهة النظر السلبية، التي تأخذ على كثير من العاملين في هذه الوسائل هبوط مستوى اللغة على ألسنتهم وحدوث الكثير من ألوان الخطأ في الكتابة والنطق والأداء، وعدم الالتفات إلى متطلبات الشخصية من حيث المستوى اللغوي المطلوب، وإيثار العاميات واللهجات على الفصحى في كثير من الأحيان، مصحوبة بالفاظ وتعابير تمثل المستوى المسف لهذه العاميات، وهو ما يتطلب كثيرا من الدورات التدريبية للعاملين في هذا المجال وإشراك الجمهور باستمرار في تتبع هذه الأخطاء ومواطن الزلل لدى هؤلاء الإعلاميين.
وخلص شوشة، إلى أن لغة الاعلام العربي، المعبأة بذخيرة هذا العصر المعرفية، ليست منفصلة أو بعيدة عما يسود المجتمعات العربية الآن، من محاولات لإحلال عامياتها او لهجاتها في المكان الذي تنهض به الفصحى.
وبين، أن تدني التعليم، وشيوع الأمية الثقافية، وقيام بعض الدعوات العنصرية التي تدعو إلى التفكيك والبعثرة، ساعد في إيجاد مجالات ارحب للعاميات واللهجات، ووصل الأمر- في بعض البلدان العربية- إلى الاعتراف بها لغة رسمية ثانية، مع ما في هذا من خطورة على واقع البنية الوطنية المتماسكة، والانقطاع عن تراث الأمة الذي يعود إلى قرون طويلة من الزمن..الغد


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 41826

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم