حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,30 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 28288

"تجار الزواج" يحيلون القفص الذهبي إلى سجن "فعلي" .. أسعار تلزم "العرسان" - 90% من مُستأجري قاعات الأفراح من تيسير الزواج

"تجار الزواج" يحيلون القفص الذهبي إلى سجن "فعلي" .. أسعار تلزم "العرسان" - 90% من مُستأجري قاعات الأفراح من تيسير الزواج

"تجار الزواج" يحيلون القفص الذهبي إلى سجن "فعلي" ..  أسعار تلزم "العرسان" - 90% من مُستأجري قاعات الأفراح من تيسير الزواج

13-08-2016 09:55 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - أصبح الزواج في غزة مؤخرا أشبه بالكابوس الذي ما إن لاحت تفاصيله حتى تبدأ فصول المعاناة, فلم يعد الزواج القفص الذهبي الذي يحلم به كل شاب في حياته بل تحول الى سجن أبدي من الديون و الالتزامات سواء ما قبل الزواج أو بعده فمصاريف و تكاليف الفرح التي تندرج تحت مصطلح "خوازيق ليلة العمر" كفيلة لقصم ظهر العريس و ربما هدد حياته الزوجية فيما بعد.

و في حسبة بسيطة فان تكاليف الزواج في متوسط الحال في غزة تصل الى 10 الاف دينارأردني ما بين المهر و ايجار قاعة الفرح, ايجار فستان العروس, و ثمن بدلة العريس , طعام الغداء و سهرة الشباب بالاضافة الى كوافير العروس و مواصلات و استوديو تصوير يوم الزفاف.

تقول المواطنة (س.خ), " كان زواج ابني في نوفمبر الماضي, وصلت تكاليف زواجه الى عشرة الاف دينار أردني و كانت مراسيم زواجه بسيطة الى حد ما لكن رغم ذلك فقد احتجنا أموالا طائلة لاتمام زواجه خاصة و أنه لا يعمل رغم أنه خريج تكنولوجيا معلومات من الجامعة الاسلامية بتقدير جيد جدا. أخوته هم من تكفلوا بمصاريف زواجه و كان فرحا عاديا خاليا من مظاهر البهرجة الزائدة".

و تضيف, " كعائلة من الطبقة المتوسطة في غزة كلفنا زواج ابني عشرة الاف دينار أردني ما بين مهر العروس الذي كلفنا 4000 دينار و ايجار قاعة الفرع الذي وصل الى 800 دينار و ذلك يعتبر تخفيضا بسبب كونه في فصل الشتاء و ايجار بدلة العروس الذي وصل الى 250 دينار و ثمن بدلة العريس 200 دينار بالاضافة الى طعام غداء يوم الزفاف الذي كلفنا 800 دينار و كان غدائا عائليا و ليس مفتوحا, سهرة الشباب ما قبل الفرح 1000 دينار و تصوير يوم الزفاف الى 350 دينار و كوافير العروس 80 دينار و مواصلات ما يقارب ال 100 دينار. أعود و أكرر أنه كان فرحا متوسطا و ليس فرحا ينطلي على البذخ".

"فكل ما يتعلق بالزواج هو مكلف حتى و ان كان " على الضيق", على حد قولها.

و هنا يكمن السؤال لماذا تصل تكاليف أمور الزواج الى هذا الحد من الغلاء الفاحش؟ لماذا يصل, مثلا, سعر ايجار بدلة العروس الى هذا الرقم من اجل بضع ساعات من الفرح؟ أين ضوابط هذه الأمور؟ أين المشرعين و دورهم في وضع لحد ضوابط لتكاليف أقدس أنواع الارتباط ؟ أين الرقابة على فحش الأسعار؟ أين دوائر حماية المواطن ؟ أين محاسبة المتاجرين بمشروع الزواج؟

في استفسار عن أسعار بدل العرائس تقول علا أبو حصيرة مسؤولة الادارة في محل لاروز لتأجير فساتين الزفاف, " تختلف أسعار بدل العرائس باختلاف البدلة من حيث الموديل و القماش المصنوعة منه بالاضافة الى البلد المستوردة منه, بشكل عام تبدأ الأسعار لدينا من 800 شيقل و تصل الى 1800 شيقل. البدلة التركية او الايطالية المنشأ يصل سعر ايجارها الى 2000 شيقل. في حالة كان سعر ايجار البدلة 1800 شيقل ممكن أن نخفض سعر ايجارها للزبون حتى 1500 شيقل مراعاة للوضع المادي و الظروف الاقتصادية التي نعيشها".

و حول الية تحديد سعر تأجير البدلة تضيف أبو حصيرة, " يتم ذلك بناء على السعر الأصلي للبدلة , مثلا هناك بدل يصل سعرشرائها الى 1500 دولار أو 2000 دولار و الأغلى هي البدل الايطالية التي يصل سعرها الى 3000 دولار حيث تكون مرصعة بالكريستال الزجاجي. أيضا يتدخل في سعر ايجار البدلة نسبة الضريبة المفروضة على شحن البضائع في الميناء بالاضافة الى نسبة عمولة المندوب خارج غزة و بالتالي يتحمل الزبون كل تلك الاضافات".

"الاقبال الأكبر يكون على البدلة الايطالية المنشأ اذ يتراوح سعر ايجارها ما بين 1200 شيقل فما فوق, أما البدلة الأقل طلبا هي البدلة التركية الموديل و ذلك لأنها تميل الى الكلاسيكية و التقليدية فتخلو من الكريستال ", على حد قولها.

فيما يتعلق بهامش الربح, تؤكد أبو حصيرة أنه في حال كان سعر البدلة 2000 دولار فان أول ايجار للبدلة و تسمى "أول طلعة أو أول لبسة" يكون 1300 الى 1500 شيقل. معدل الربح في ايجار البدلة الواحدة يصل الى 300 شيقل في كل مرة يتم استئجارها".

أما فيما يتعلق باسعار ايجار قاعات الفرح يقول مدير ادارة فندق الخليج على شاطىء بحر غزة حاتم الباقة, " نحن نعد من قاعات الأفراح المتوسطة الاسعار. يشمل سعر الايجار الخدمات الموجودة في القاعة و هي الخدمات الأساسية التي تشمل الستيريو, الكوشة, الاضاءة (ليزر- دخان) بلاضافة الى الخدمات التشغيلية مثل الماء و الكهرباء و السولار. يختلف سعر ايجار القاعة في الصيف عنه في الشتاء فيصل سعر الايجار صيفا (يوليو, اغسطس و سبتمبر) من 550 دولار الى 600 دولار أما القاعات الأصغير فيبدأ سعر ايجارها من 400 دولار".

في اجابته عن كيفية تحديد سعر ايجار القاعة, يؤكد الباقة أن صاحب المنشأة هو الذي يحدد السعر بناء على الخدمات الموجودة في القاعة بالاضافة الى الضرائب المفروضة من قبل الحكومة على قطاع السياحة و الفندقة و هي ضرائب مرتفعة جدا و مرهقة بالاضافة الى سعر السولار المستخدم لتشغيل القاعة في حال قطع التيار الكهربائي. نحتاج يوميا 6 جالونات من السولار لتشغيل القاعة نتيجة قطع التيار الكهربائي و التي يصل سعرها الى 650 شيقل و بالتالي يضاف هذا المبلغ الى المصاريف التشغيلية للقاعة و بالتالي يرتفع سعر الايجار الأمر الذي يتحمله الزبون أي صاحب الفرح".

"كنتيجة طبيعية لارتفاع سعر ايجار القاعة فان 90% من حجوزات الأفراح لدينا تكون عن طريق جمعيات تيسير الزواج و هذا بصراحة مؤشر خطير يدل على ان الوضع المادي لدى الشعب متدني جدا و بالتالي يضطرون للاستعانة بهذه المؤسسات التي هي بالمقام الأول ربحية تجارية", على حد قول الباقة.

أما المواطن( ب. أ) فيعبر عن رأيه بتكاليف الزواج الباهضة في غزة بقوله, " التكاليف المرتفعة للزواج هي نتيجة طبيعية للفهم الخاطىء للزواج, في النهاية الزواج هو حياة كاملة متكاملة و ليس مجرد ليلة عمر. تلعب الظروف المادية دورا قويا في استقرار مؤسسة الزواج من عدمه و لذلك فأنا أرى أن موضوع ارتفاع تكاليف الزواج و الأفراح مسألة تهدد استقرار الحياة الزوجية لأنها تبنى على أعباء مادية كبيرة و ديون متراكمة على كاهل العريس و التي يحتاج سنين من أجل تسديدها و جميعنا يعلم كيف يكون شكل حياة الشخص المثقل بالديون".

و يتحدث عن واقع تكاليف الزفاف بالقول , " بشكل عام في غزة يتراوح ايجار فستان الزفاف للعروس ما بين 300 الى 1000 دولار, ايجار صالة الفرح يتراوح ما بين 1000 الى 3000 دولار, ايجار مواصلات الفرح يصل الى 500 دولار و جميعها أمور استخدامها الفعلي لا يتجاوز الثلاث ساعات أي 1000 دولار بالساعة و من الحتمي أن يتحول الموضوع الى دين يثقل كاهل العريس و عائلته و بالتالي يحتاج تسديده الى سنوات و ما قد يتمخص عن هذه الديون من مشاكل اجتماعية تصل أحيانا الى الطلاق".

المواطن جهاد الحلو, مقبل على الزواج, يقول حول تكاليف زفافه, " كلفني مشروع زواجي ما يقارب 7 آلاف دولار دون مهر, بالاضافة الى صالة ايجارها 600 دولار, فستان زفاف العروس 250 دولار و سهرة الشباب 2500 دولار ناهيك عن تكاليف الغداء و المواصلات الفدعوس و طقم النوم. أجزم أنها تكاليف عالية جدا مما جعلني أضطر الى الزواج عبر مؤسسات تيسير الزواج التي ساهمت كثيرا في تغطية هذه المصاريف".

"كلفني المهر 3700 دينار, تمكنت من تغطية 1500 دينار أما الباقي فكان عبارة عن دين (باقي 1500 دينار بالاضافة الى 8 الاف سيقل). كل شاب في غزة لا يستطيع الزواج الا و قد تراكمت عليه الديون نتيجة تغطية تكاليف الفرح و لهذا أنصح بضبط أمور الزواج و تكاليفه مثل المهر و سعر الصالة و ما الى ذلك من أمور", على حد قوله.

يذكر أن قطاع غزة يعاني منذ سنوات من ارتفاع نسبة الفقر و البطالة نتيجة الحصار الاسرائيلي المطبق خاصة بعد سنوات الحرب الأخيرة التي خلفت كما هائلا من الدمار في شتى نواحي الحياة الغزية.




لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 28288

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم