حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,5 مايو, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 25369

مستشفى الأميرة عالية / الخليل

مستشفى الأميرة عالية / الخليل

مستشفى الأميرة عالية / الخليل

03-02-2016 12:43 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
كنت في زيارة لأحد الاصدقاء اصابته وعكة صحية في احد مستشفيات مدينة الخليل ، يافطة كبيرة مكتوب عليها ، مستشفى الأميرة عالية الحكومي ، لا اخفي عليكم مدى السعادة التي شعرت بها بمجرد ان وقع نظري على تلك اليافطة ، هذا الأمر أعاد لي ذاكرة قبل أربعين عاما عندما كنت طالبا في المرحلة الثانوية في احدى مدارس مدينة الخليل ، اذكر جيدا ان الفرقة العسكرية في المدرسة الثانوية في الخليل وكان عددها خمسة واربعين طالبا، اصطفت امام باحة الحرم الابراهيمي لاستقبال جلالة المغفور له الملك حسين القادم من عمان في زيارة تفقدية لمدينة الخليل التي كانت احدى محافظات المملكة الستة ، ثلاثة منها في الضفة الشرقية وهي اربد والعاصمة عمان والكرك وثلاثة منها في الضفة الغربية وهي نابلس والقدس والخليل .
كان المدرب العسكري (الشاويش ) على مطلق الدعاسين من الشوبك ومساعده (العريف ) نمر محمود سليمان من صمّيل قضاء الخليل ، قد اوقفاني على رأس الطابور، وافهماني ما سأقوله من ايعاز عسكري ، لدى وصول موكب جلالته للمكان، وترجّله من السيارة الملكية التي كانت تقله .
جماهير محافظة الخليل على جانبي الطريق الذي سلكه الموكب ،كانت تصفق وتهتف بحياة جلالة الملك المحبوب ، الملك الأسطورة الذي ما زالت ذكراه محفورة في قلوب الشعب العربي شرق النهر وغربه .
بالأمس وانا ارى اسم سمو الأميرة عاليه بنت الحسين على اكبر مستشفيات مدينة الخليل، رأيته دلالة واضحة على ان البصمات الاردنية في الضفة الغربية باقية ، ولن يمحوها الزمن، مهما تعددت سنينه التي مضت او التي سوف تأتي وتمضي ، لأن دماء شهداء الجيش العربي الزكية ، التي خضبت الثرى الفلسطيني الطاهر ، في معارك الشرف والبطولة ، في باب الواد ، واللطرون، وقلقيلية، والشيخ جراح، واسوار القدس، وجبل المكبر، وحوسان، وبيت مرسم ،والسموع ، حيث امتزجت دماء جنود وضباط وضباط صف الجيش المصطفوي، من ابناء الضفتين ، دفاعا عن القدس ،وعن فلسطين، وعن الشرف العربي .
الوحدة التي كانت تربط الضفتين ، التي قامت في عهد الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين طيب الله ثراه ، كانت اقدس وحدة عرفها التاريخ العربي المعاصر ، ولا زالت آثارها ونتائجها قائمة الى يومنا هذا ، فإن كان الملك حسين رحمه الله ، قام بفك الارتباط الاداري والقانوني مع الضقة الغربية ، في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي ، فما كان ذلك الا للحفاظ على الهوية الفلسطينية ، خوفا من الطمس والاندثار، الذي كانت تهدف اليه السلطات الاسرائيلية، وتخطط له لتكريس احتلالها، وابتلاع ما تبقى من أرض فلسطين .
الشعب الاردني كما هو معروف ، شعبا عروبيا متعدد الأصول والمشارب ، ولكنه في المحصلة شعبا عربيا اصيلا موحدا ، يقدس كل ذرة من تراب الاردن ، بل والتراب العربي الممتد من المحيط الى الخليج .
وعندما قال الشاعر حافظ ابراهيم رحمه الله :
اذا ألمت بواد النيل نازلة باتت لها راسيات الشام تضطرم
فان هذا الشاعر العربي المصري، يدرك تماما، ان الاردن وفلسطين، جزء لا يتجزأ من بلاد الشام ،التي تشكل مع مصر قوة كبرى ، كان من شأنها تحرير بيت المقدس من الفرنجة الصليبيين، بعد احتلال دام مائة وسبعين عاما .
الغمامة السوداء التي تخيم على فلسطين وعلى سوريا ، سوف تنقشع قريبا ان شاء الله ، ولم تكن الاولى من نوعها ، فتاريخنا العربي حافل بالصراع والنضال والتحرر ، الاحتلال سوف يزول ، وحكم الطغاة في سوريا الشقيقة سوف يزول ، والوحدة هي امل شعوبنا العربية، ولن يتخلوا عنها ، وسوف يأتي من يوحدها ، عاجلا ام آجلا .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 25369
برأيك.. هل يوسع الحوثيون نطاق ضرباتهم خارج البحرين الأحمر والعربي بعد تحذير الجماعة واشنطن من استهداف مصالحها بالمنطقة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم